هل يعلم رئيس الحكومة أن الدولار تجاوز عتبة الثلاثة آلاف ليرة؟!… غسان ريفي

مرة جديدة يتحكم الشعر والنثر والانشاء بخطاب رئيس الحكومة حسان دياب الذي كان اللبنانيون ينتظرون إطلالته الملتفزة ليسمعوا منه حلولا لأزماتهم المتشعبة، وليطلعهم على الخطة العادلة التي من المفترض أن توضع لتوزيع المساعدات المالية عليهم، بعدما فشلت المحاولة الأولى، في الوقت الذي تزداد فيه حاجات المواطنين في ظل الحجر الصحي وقرارات التعبئة العامة التي تفرضها الحكومة بشقها الصحي ومن دون أن تعطي الأولوية للشق الاجتماعي.

باستثناء التشكيلات القضائية المدنية وتواقيع مراسيم التعيينات التي أعلن عنها دياب، فإن كل ما قاله غير قابل للترجمة الفعلية على الأرض، وهو لا يعدو كمّاً من التناقض معطوفا على “نرجسية” باتت تستفز اللبنانيين الذين يشعرون أنهم في واد وحكومتهم في واد آخر، خصوصا أن كل ما تفعله الحكومة اليوم هو إعداد طلب وتهيئة الأجواء الملائمة له للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي، وما دون ذلك لم تقدم حتى الآن خطة حقيقية أو ملموسة لبناء إقتصاد وطني، كما لم تقدم مشاريع صناعية أو زراعية أو ثقافية أو سياحية أو خدماتية أو ذكاء إلكتروني.

بالأمس، طرح الخطاب الانشائي لرئيس الحكومة سلسلة من التساؤلات المشروعة لجهة: هل يعلم حسان دياب أن الدولار تجاوز عتبة الثلاثة آلاف ليرة لبنانية لأول مرة في تاريخ لبنان؟، وما جدوى كل ما قاله دياب أمس في ظل تفلت الدولار من عقاله حيث من المتوقع أن يحلق أكثر فأكثر في ظل التعميم الذي أصدره حاكم مصرف لبنان عن دفع التحاويل المالية الخارجية بالليرة اللبنانية؟، وعن أية ودائع يتحدث رئيس الحكومة واللبنانيون يرون أموالهم الأسيرة في المصارف تتآكل أمام الدولار وتفقد قيمتها الشرائية تدريجيا الى حدود العدم؟..

ألم يسمع حسان دياب صرخات المواطنين في الشوارع؟، وهل يعلم أن شهر رمضان المبارك على الأبواب وأن الأسعار إرتفعت مئة بالمئة لكثير من المواد الغذائية، ونحو مئتين بالمئة للخضار والفواكه؟..

هل سمع دياب أن الجيش اللبناني تصدى لتظاهرة كبيرة خرجت في طرابلس إحتجاجا على الأوضاع المعيشية وعلى عدم مبالاة الحكومة بالشعب المحجور في المنازل من دون أية مساعدات أو مقومات صمود؟، وهل يستطيع دياب أن يفسر للبنانيين أو لأبناء طرابلس ما معنى إستخدام القوة مع متظاهرين ينادون بلقمة العيش؟، وماذا تغير بين الصمت المطبق على إقفال ساحة النور لأكثر من 170 يوما وبين تظاهرة الأمس التي تعرضت للقمع؟..

ثم أين وسائل الاعلام المرئية التي تسارع الى نقل أي إحتجاج يطال قيادات طرابلس على الهواء مباشرة ولو كان المعترض شخص واحد؟، ولماذا لم تغط تظاهرة بهذا الحجم ضد الحكومة تخللها مواجهات مع الجيش ما أدى الى سقوط عدد كبير من الجرحى؟، وهل بدأت وسائل الاعلام بتنفيذ أجندة سياسية معينة؟.

يمكن القول أن الرئيس حسان دياب يقع مرارا وتكرارا في التناقض، حيث يدعو الى “صمت الأحقاد ودفن المصالح” في الوقت الذي يحرّض فيه سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا على تيارات عدة، ويمرر في زمن كورونا مصالح التيار الوطني الحر في سد بسري، كما يدعي أنه يعتمد النأي بالنفس السياسي فيما يستدرج باتهاماته الجميع الى صراع ليس في مصلحة أحد، ويؤكد أن الدولة قامت بواجبها وقدمت للشعب أبسط حقوق الحماية والاستشفاء، ثم يدعو هذا الشعب الى الصبر، في وقت لم يصل لهذا الشعب أية معونة أو مساعدة مالية أو عينية من الدولة بالرغم من مرور 25 يوما على الحجر!.

أما الأخطر من كل ذلك، هو وعد الرئيس دياب للبنانيين بأنه سيستمر بهذا النهج!!!..


مواضيع ذات صلة:

  1. نقابة مهندسي طرابلس تواجه تغليب السياسة على القانون.. لا للتمديد!… غسان ريفي

  2. فرنجية يخوض معركة التعيينات بالنيابة عن كل المسيحيين!… غسان ريفي

  3. من يحاول إلباس طرابلس قناعا جديدا ليس لها؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal