الحكومة تحذّر من إنفجار إجتماعي بعد كورونا: أين الإحتياطات؟… عبد الكافي الصمد

لم يأتِ وزير الشؤون الإجتماعية والسياحة رمزي المشرفية بجديد عندما أعلن مؤخراً أن “الدولة تقوم بكل ما في وسعها كي لا نصل إلى انفجار اجتماعي”، في تحذير بدا واضحاً أنّ الحكومة ككل، كما الطبقة السياسية، تأخذه جدّيّاً بعين الإعتبار، بعدما بدأت ملامح الإنفجار المرتقب بالظهور، وأنّ التأخير في معالجة تداعيات فيروس “كورونا”، من التعبئة العامّة إلى الحجر الصحي ومنع التجوّل وغيرها من القرارات، سيؤدي لا محالة إلى وقوع الإنفجار في أقرب فرصة.

الخوف من وقوع الإنفجار الإجتماعي وتداعياته البالغة الخطورة على كل الصعد ليس نابعاً من فراغ، إذ لم يسبق أن حجر اللبنانيون أنفسهم في بيوتهم، طوعاً أو قسراً، حتى في أحلك الظروف إن في أيّام الحرب الأهلية، أو إبّان الإعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على لبنان، إذ بقي المواطنون يمارسون حيواتهم الطبيعية بالحدّ الأدنى، كما كانت السيولة المالية سواء بالعملة المحلية أو الأجنبية مؤمنة، وكذلك السلع الرئيسية، وإن عن طريق التهريب، لا بل إنّ مناطق معينة كانت تعيش بشكل طبيعي بينما أخرى كانت تعاني من أتون نار الحروب والإعتداءات، لكن هذه المرّة، وهذا أمر نادر حصوله، عاش اللبنانيون المعاناة نفسها بالتساوي تقريباً.

هذه المعاناة تمثلت في وجوه عديدة، من خسارة شرائح واسعة مصادر رزقهم ومعيشتهم، إن بتوقف أعمالهم قسراً كالتجّار وأصحاب المصالح والمحال والباعة وسواهم، أو الموظفين أو العمال أو أصحاب المهن الحرّة، أو السائقين والمياومين وغيرهم من اللبنانيين الذين وجدوا أنفسهم بلا سابق إنذار أسرى بيوتهم مع عائلاتهم، بلا أي دعم أو مقومات صمود أو تأمين لقمة العيش.

في دول أخرى تعاملت حكوماتها مع الأزمة وتداعياتها على المواطنين بصورة معاكسة لما قامت به الحكومة في لبنان، وكذلك باقي المؤسسات والقطاعات والشرائح، الأثرياء منهم قبل متوسطي الحال والفقراء والمتطوعين.

ففي أوستراليا مثلاً قدّمت الحكومة للمواطنين الذين التزموا الحجر الصحي في منازلهم 750 دولاراً شهرياً، وفي السويد قدّمت الحكومة إلى مواطنيها للغاية نفسها مبلغ 2000 دولار، وفي روسيا أعطت السلطات شهر إجازة مدفوع لجميع الموظفين؛ وفي سورية، البلد الأقرب إلى لبنان، قامت الحكومة بإعفاء المواطنين من رسوم المياه والكهرباء والهاتف الثابت لمدة ثلاثة أشهر، عدا عن تقديمها مساعدات غذائية إلى المواطنين، برغم ظروف الحرب والحصار التي تعيشها، بينما في لبنان ما تزال الحكومة تبحث منذ نحو ثلاثة أسابيع في تقديم مساعدات إلى العائلات التي التزمت الحجر الصحي بمنازلها، هل تكون غذائية أم نقدية، بينما أنين الجوع والفقر يسمع في أنحاء البلد كافة.

وسط ذلك كلّه يحذر المشرفية من أنّه “كما الكثير من دول العالم قد نصل إلى انفجار إقتصادي واجتماعي جرّاء وباء كورونا الذي يجتاح العالم”، لافتاً إلى أنّ “الدولة تعمل بكل قواها، برغم كل الضعف الموجود، كي تقاوم الفيروس وتبعاته”، لكنّ النقطة الأساسية التي لعلها غابت عن بال الحكومة هي أن الدول التي تقوم بواجباتها كاملة تجاه مواطنيها قادرة على احتواء تداعيات الفيروس وأي انفجار إجتماعي أو إقتصادي يأتي بعده، بينما الدول المقصّرة والمتقاعسة فإن الإنفجار حاصل فيها لا محالة، أمّا متى يحصل ذلك فتلك مسألة وقت ليس إلّا.


مواضيع ذات صلة:

  1. الحكومة تستدرك خطأها: الجيش بدل الإغاثة والمساعدات نقدية… عبد الكافي الصمد

  2. زيارات دياب الخارجية تربكه: دولٌ تُحرجه ودولٌ تتجاهله… عبد الكافي الصمد

  3. خلاف المستقبل ـ القوات: حكومة دياب المستفيد الأوّل… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal