ماذا يوحي لكم حديث واشنطن عن حقوق الانسان؟… مرسال الترس

يقول كاتب عربي مقيم في الولايات المتحدة الأميركية :”كلما سمعتم عن حقوق الانسان والديمقراطية في بلادنا في الخطاب الأميركي، زادت حاجتكم الى ملاجئ ومستشفيات قريبة من منازلكم”.

إنه استنتاجٌ نابعٌ من الواقع المؤلم الذي تعيشه الشعوب، ولاسيما في عالمنا العربي والشرق أوسطي، التي تحلم بالديمقراطية وحقوق الانسان، وتتلمس يوماً بعد آخر منذ دخلت الولايات المتحدة الأميركية على خط “إستطابة” الاستعمار والتحكم بمصائر الشعوب وثرواتها.

ويُقال أن “العم سام” الأميركي الذي تشَكَّل مُجتمعه (الكاوبوي) من تقاطر شعوب مختلفة ومتباعدة الثقافات، قد وَرِثَ سياسة “وضع اليد” على شعوب العالم بعدما تحكمت بها بريطانيا العظمى وفرنسا والأمبراطورية العثمانية طِوال عشرات العقود والسنوات ومارسوا أبشع انواع الأستبداد والعنجهية والعجرفة.

وإستناداً الى ما يحصل في بيئتنا الشرق اوسطية يمكن وضع علامات استفهام كبيرة حول تلك العناوين لجهة:   

هل غَضّ الطْرف الأميركي عن اسرائيل وممارساتها في لبنان منذ أربعة عقود من خلال الاجتياحات والمجازر والكانتونات المتعاملة معها يَعكس نُبل الديمقراطية وحقوق الانسان التي كان يتغنى بها؟

وهل التعاطي الأميركي مع اوروبا الجريحة بوباء الكورونا الذي يجتاح كافة دول الاتحاد ويجبرها على الركوع والاستنجاد بدول كانت على عداء معها كالصين وروسيا، بينما أدارت واشنطن لها الظهر بالرغم مما كان يجمعهما من أحلاف، يَعكس نُبل الديمقراطية والانسانية؟

وهل زيادة العقوبات المختلفة بما فيها الأدوية والمستلزمات الطبية على دول عدة منها إيران وسوريا لأنها تدعم المقاومة في لبنان والأراضي المحتلة يَعكس نُبل الديمقراطية وحقوق الانسان؟

يتردد أن الولايات المتحدة الأميركية هي من ضمن المتهمين في توليف “فيروس كورونا” لأسباب إقتصادية ومالية واستراتيجية، فاذا ثَبُتَ ذلك بالوقائع الحسية فما هو مدى انعكاس ذلك على الانسان وحقوقه؟

فها هي واشنطن ستترك وراءها عشرات الآف القتلى في العراق وافغانستان ناهيك عما فعلته تدخلاتها في سوريا واليمن وليبيا والى أجلٍ غير مسمى!

يبقى الثابت الوحيد أنه إزاء العنجهية الأميركية والتصرفات التي تَتصِّف بالصّلف والاستعلاء، لم يبق أمام العديد من شعوب العالم سوى أن تعمل على تحضير الملاجئ والمستشفيات بالقرب من منازلها!

وبين هذا وذاك، توقف المُراقبون عند الاتصال الهاتفي الذي أجراه نهاية الاسبوع الماضي ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد بالرئيس السوري بشار الأسد وإبداء الرغبة بالتعاون لمواجهة الوباء، والاتصال الذي أجراه الرئيس الصيني شي جين بينغ بالرئيس الأميركي دونالد ترامب للغرض نفسه، في حين كانت صحيفة الغارديان البريطانية تشير الى “أن الشعب الأميركي يدفع ثمن نرجسية ترامب”. ( للتذكير: النرجسية تعني حب النفس أو الأنانية، وهو اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين)!..


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal