البترون تواجه كورونا: 4000 سنة.. وبعدو حيطنا عالي!… لميا شديد

إتسعت مروحة المواجهة البترونية للتصدي لفيروس “كورونا” وباتت الجهوزية والاستنفار والالتزام قاعدة واساس لدى جميع مكونات المجتمع البتروني في محاولة للحد من انتشار الوباء في المنطقة بالرغم من ظهور عدد من الإصابات التي يتم التعاطي معها بوعي ومسؤولية.

بعد تسجيل عدد من الاصابات التي يمكن القول إنها لا تزال تحت السيطرة، توفي جبرايل ساسين إبن بلدة تنورين التحتا وسكان بلدة دوما وودعته بلدته وفقا للقواعد الوقائية الصارمة كما اكد رئيس بلدية دوما. في حين أن المصابين الآخرين يخضعون للعلاج، ومنهم من يلتزم الحجر المنزلي ومنهم من يخضع للمراقبة في قسم العزل في مستشفى رفيق الحريري، الا أن ما تبين أن كل الاصابات مستوردة من خارج المنطقة حيث تواجد المصابون في مناسبات اجتماعية في مناطق أخرى، كما أن هناك ممرضات وممرضين بين المصابين كانوا قد احتكوا بمرضى علما أن هناك من أنهى حجره في المستشفيات وعاد الى عائلته معافى.

حيال هذه التطورات أعلنت حال من الاستنفار على المستويات كافة، وأطلقت ورشة واسعة من التدابير والاجراءات وحملات التعقيم والتوعية وتوزيع مواد التطهير والتوجيهات التي اعطيت من المراجع المحلية للاقفال وعدم التجول وهي سبقت قرار الحكومة.

وفور إصدار القرار بتعليق العمل في المؤسسات والمحال التجارية بين الساعة السابعة مساء والخامسة فجرا، باشرت البلديات بتنفيذ القرار واستنفرت الشرطة البلدية والمتطوعون معها لمتابعة آلية التطبيق. كذلك فعل مخاتير القرى والبلدات حيث لا يوجد بلديات.

المشهد العام في منطقة البترون ساحلا ووسطا وجردا يعكس نسبة عالية جدا من الالتزام بقرار التعبئة العامة، في ظل سهر من الجيش اللبناني والقوى الأمنية. أما اللافت فهو التعاون التام بين كل المسؤولين عن قضايا المواطن في المنطقة من نواب وقائمقام وبلديات ومخاتير وجمعيات، إضافة الى مسؤولين روحيين يواكبون الأوضاع في كل قرى وبلدات القضاء خطوة خطوة، كما تم تسخير كل الامكانات لتوفير سلامة وصحة أبناء البترون، ووضعت المباني والمؤسسات بتصرف أبناء المنطقة لتكون مكانا آمنا للحجر والعزل من أجل حماية الجميع. هذا بالاضافة الى الاقسام التي تم ويتم استحداثها في مستشفى البترون ومستشفى تنورين الحكومي.

في مدينة البترون تضافرت الجهود وأطلقت البلدية حملات متتالية منها بالتعاون مع جمعية تجار البترون وقضائها لحث المواطنين على البقاء في المنازل بالاضافة الى الحملات التي تطلق لملامسة حياة الناس ومعيشتهم وصحتهم وذلك من خلال حملة دعم لتجهيز قسم العزل والحجر في مستشفى البترون كما أطلقت البلدية حملة إنسانية لجمع المساعدات العينية من مواد غذائية واستهلاكية فوجهت من خلال رسالة مصورة للفنان جورج خباز عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدعوة اصحاب الأيادي البيضاء لمساندة العائلات البترونية من خلال جمع المواد الغذائية والاستهلاكية التي باتت حاجة في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية التي تفاقمت سوءا بعد انتشار وباء “كورونا”.

وكانت الحملة الاعلانية المواكبة التي كرستها جمعية تجار البترون وقضائها للتصدي لوباء كورونا لافتة لجهة الشعارات التي اطلقتها بهدف التوعية والتشجيع على حماية المدينة والمنطقة والمواطنين وآخرها صورة للسور الفينيقي الصامد على شاطىء البترون منذ أكثر من 4000 سنة نشرت على صفحة الجمعية وأرفقت بعبارة ” أكثر من 4000 سنة وبعدو حيطنا عالي… شكراً لكل البترونيين الملتزمين التعبئة العامة” للدلالة على أن البترون عصية على الحروب والجيوش والاوبئة.

ويقول رئيس الجمعية فارس بولس: “منذ ظهور فيروس “كورونا” وجدنا أنفسنا في موقع المسؤولية ليس فقط عن التجار واصحاب المؤسسات بل عن مواطنينا ايضا فوحدنا الجهود مع بلدية البترون وكل الهيئات المحلية للتوصل الى خطة تحمينا من هذا الوباء. وحيال الواقع الاقتصادي الذي أنتجته الأزمة وقرار الاقفال شعرنا بالمسؤولية تجاه زملائنا وبدأنا سلسلة اتصالات باتجاه جمعيات التجار في الاقضية الشمالية لكي، معا، نطرح المطالب المحقة التي تخفف عن كاهل التجار والمواطنين.”

وكما في مدينة البترون كذلك في كافة بلدات القضاء حيث أعطيت التعليمات للبقاء في جهوزية تامة، بلديات ومخاتير وهيئات مجتمع محلي، وبموازاة ذلك نشطت متابعة جدية من لجنة إدارة الكوارث ولجنة الطوارىء في منطقة البترون حيث أن الاتصالات مفتوحة بين القائمقام ورئيس اتحاد البلديات والمخاتير والصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني في ظل تدابير مشددة من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وكافة الأجهزة الامنية في القضاء.

على خط آخر سجل تحرك لافت على صعيد الكنيسة حيث اصدر راعي ابرشية البترون المطران منير خيرالله عدة تعاميم توجه فيها الى الكهنة والرهبان والرهبات والعلمانيين وتضمنت توجيهات ودعوات للبقاء في المنازل والغاء التجمعات ونقل الاحتفالات الدينية عبر صفحات التواصل الاجتماعية.

وفي مبادرة لافتة وضع المطران خيرالله مبنى مؤسسة مار اسطفان في مراح شديد التابع للمطرانية بتصرف الهيئات البترونية ليكون مكانا للحجر الصحي.

ومن جهة اخرى، توجه إمام مسجد البترون الشيخ محمود النعمان برسائل صوتية عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعا فيها للالتزام بالقرارات الصادرة بعدم التجول والبقاء في المنازل.

أما على الصعيد الاجتماعي والمعيشي فقد بادر عدد من بلديات المنطقة بإعفاء المواطنين من رسوم الاشتراك بالمولدات الخاصة بالبلديات التي تكفلت بتغطية الكلفة إحساسا مع المواطنين في الظروف التي يمر بها الجميع.


مواضيع ذات صلة:

  1. هلع في البترون.. واجراءات وقائية مشددة لمواجهة كورونا… لميا شديد

  2. البترون: تدشين درب البطريرك الحويك.. حج وصلاة وروحانيات… لميا شديد

  3. البترون تتألق ثقافيا وسياحيا بمهرجان الأفلام القصيرة المتوسطية… لميا شديد


 

Post Author: SafirAlChamal