في زمن كورونا.. تعاونوا على قضاء حوائج الناس بالكتمان!… حسناء سعادة

في الأزمات والشدائد تشهد المجتمعات تكاتفا وتعاضدا من أجل الخروج بأقل الأضرار الممكنة سواء اكانت الازمة عائلية او مناطقية او وطنية، وهذا الأمر يتجلى بأبهى حلة في لبنان حيث نشهد مع كل ازمة تراكضا لابناء الوطن ولمغتربيه لمساعدة بعضهم البعض، كما تتميز مجتمعاتنا بالترابط العائلي الوثيق والاهتمام بالجيران والأقارب واقتسام لقمة العيش لاسيما في المناطق الجبلية حيث لا تزال عادات “السكبة” سارية ومعها تبادل المنتوجات الزراعية وغيرها من مونة البيت التي تتبارى السيدات بصنعها وتبادلها كهدايا .

مناسبة هذا الكلام ما نشاهده من مساعدات وتقديمات ومعونات وتكافل اجتماعي في ظل الأزمة الصحية الصعبة التي يمر بها لبنان والعالم، اذ اقعد فيروس كورونا المواطن في حجر منزلي بلا عمل او مردود، فانبرت أكثر من يد خير للمساعدة بالسر وعملا بمقولة ″لا تدع يدك اليسرى تعلم ما فعلت يمناك″، إنما لكل قاعدة شواذ فهناك بعض ممن يتصدق يعتمد على نشر صدقته اما عبر شاشات التلفزة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن الهدف هو الشهرة وليس اكتساب الأجر.

ان تفعل الخير فذاك من صلب الأديان إنما في السر وليس في العلن، يقول أحد آباء الكنيسة في دردشة مع ″سفير الشمال″، لافتا إلى ان السيد المسيح قال: ″إياكم أن تعملوا الخير امام الناس ليروكم والا فلا أجر لكم عند ابيكم السماوي، فإذا أحسنت إلى أحد فلا تطبل ولا تزمر مثل المراؤون في الشوارع حتى يمدحهم الناس″.

ويضيف: إن ما نشهده عبر وسائل التواصل الاجتماعي من تبجح بعمل الخير ليس من قيمنا وأخلاقنا ولا من ديننا الذي يقول بأنه “أما أنت فعندما تتصدق على أحد فلا تدع يدك اليسرى تعرف ما تفعله يدك اليمنى″.

من جهته يقول احد المشايخ لـ″سفير الشمال″: ان ″التكافل الاجتماعي اساسي في مصلحة المجتمع، ويجب الوقوف على خاطر المحتاج واغاثة الملهوف وحماية الضعيف، انما ان يصبح دعاية وموضع افتخار فهذا ما ينهي عنه الدين″.

ويشير الى أن الاسلام حث على الصدقة، حيث قال الله تعالى ″مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم″، مؤكدا ان صدقة السر أفضل من صدقة العلانية وهي تدفع البلاء “فمن قضى لأخيه المؤمن حاجة، قضى الله تعالى له يوم القيامة مئة الف حاجة”.

ويضيف: ″ان الكثير من الناس للأسف في هذه الأيام أصبحوا يتفاخرون بالأعمال الصالحة مثل الحج ومساعدة الفقراء والكرم والسخاء وغيرها من الصالحات أمام الناس، ويصورون هذه الأمور عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ولا يعلمون أن هذا يعد فخراً وتباهياً بهذه الأعمال، فهو حفرة يضيع فيها الاجر والثواب″.

للعطاء لذة لا يعرفها إلا الأشخاص الذين يعطون من دون مقابل ومن دون انتظار أي شكر أو عرفان ويقال ان الإمام عليّ بن أبي طالب، سُئل يوما لماذا تُعطي العطاء مِن خلف سِتار؟ فأجاب: حتى لا أرى ذلّة السائل وعَظمة المسؤول.

انه لمن الصعب ان نشاهد ذي حاجة يحمل كرتونة مساعدات او معونة عينية او مالية امام عدسات الكاميرا، وكأن هذه المساعدات هي للدعاية وليس لاكتساب الاجر والعمل بما تفرضه علينا ادياننا، لذلك تعاونوا على قضاء حوائج الناس بالكتمان.


مواضيع ذات صلة:

  1. أرقام مخيفة عن سرعة إنتقال الكورونا في لبنان.. وعلى الدولة تأمين آلات الأوكسجين… حسناء سعادة

  2. إرباك في زغرتا من تضخيم أعداد المصابين بالكورونا.. ما هي الحقيقة؟… حسناء سعادة

  3. بطل لبنان يوسف بك كرم.. أول علماني على درب القداسة!… حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal