عكار: كورونا يكشف زيف الوعود الزرقاء.. من يفك أسر المستشفى الحكومي؟!… نجلة حمود

أمام الواقع المأساوي وحالة الهلع التي تشهدها محافظة عكار التي تواجه خطر فيروس كورونا باللحم الحي، وفي ظل إستمرار الاستخفاف والاستهتار بحق أكبر المحافظات اللبنانية.بات لزاما على أبناء عكار التحرك فورا لايجاد الحلول التي من شأنها منع إنتشار الوباء.

بات عليهم اجبار السلطة المحلية بالضغط والتحرك لفك القيود عن المستشفى الحكومي، التي يبدو أن مجلس إدارتها مربكًا في تعاطيه مع الازمة الى درجة اتهامه من قبل العديد من ابناء عكار بأنه “غير مؤهل خصوصًا في ظل اصراره على عدم تحويل المستشفى الى مركز للحجر الصحي نزولا منه عند رغبة بعض الأطباء الذين يبحثون عن مصالحهم خوفا من ان اعتماد المستشفى للحجر ، لان ذلك من شأنه ان يمنعهم من العمل. لا يختلف إثنان على أن الأزمة الراهنة عرت القوى السياسية وأظهرتها على حقيقتها، حيث إستفاق العكاريون على غيوم ملبدة تجتاح سماءهم وتقض مضاجعهم خوفا على أبنائهم من الموت وهم بحاجة الى أجهزة تنفس عجزت المجالس الادارية للمستشفى الحكومي، والقوى السياسية بعد سنوات من السماء الزرقاء الصافية عن تأمينها وتجهيز المستشفى الحكومي بأبسط المعدات لدرء خطر الموت. اتضح للعكاريين بالأمس أن سماءهم الزرقاء لم تمطر سوى وعودا، وفي أفضل الأحوال سلة من السلفيات.

استفاق العكاريون ليجدوا أنفسهم أن الزعيم الذي استخدمهم أرقامًا في صناديق الاقتراع، يمن عليهم بتغريدة يشكر بها صديقا له على تبرع تقدم به. يبدو واضحا أن حالة الغضب والاستياء التي إنفجرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ما هي الا نتيجة طبيعية لمسار تراكمي من الذل والهوان والخضوع، كانت نتيجته المزيد من الجهل والفقر المدقع. وكانت نتيجته شبانا وجدوا أنفسهم مضطرين للعمل في شركات ومعامل بيروت ليحملوا المرض وينقلوه الى عائلاتهم في عكار.

أمام هذا الواقع بات لزاما واليوم قبل الغد المبادرة الجريئة لاعلان تخصيص مستشفى حلبا الحكومي للحالات المشتبه باصابتها بفيروس كورونا، وتحويل المرضى العاديين الى المستشفيات الخاصة في المحافظة.

فما الذي يحول دون حجر المصابين في المستشفى الحكومي، خصوصا أؤلئك الذين ثبتت إصابتهم في مختبرات طرابلس؟ وهل يعقل أن أربعة شبان ممن جاءت نتيجتهم إيجابية يوم أمس الأول (ثلاثة من وادي خالد، وأخر من فنيدق)  تم إعادتهم الى منازلهم لحين صدور النتائج من مستشفى رفيق الحريري؟ لماذا لم يتم حجر هؤلاء في مستشفى حلبا الحكومي؟ لماذا الاستخفاف بأرواح الأهالي والأطفال والمواطنين على الطرق؟ 

أيعقل أن تتسبب حالة نازح سوري مشتبه باصابته بهلع غير مسبوق في بلدة البيرة لكونه يعاني من أعراض وهو إختلط مع كل المجمع السكني الذي يضم عشرات العائلات؟ أيدرك المسؤولون أي كارثة يمكن أن تحدث في عكار؟ هل من المقبول أن تقف المنظمات الدولية تتفرج أمام محاولات رئيس البلدية ورئيس الاتحاد التواصل لنقل مصاب  الى بيروت منذ ساعات الصباح الأولى، ولم يفلحا في ذلك الا مع ساعات المساء؟   

في هذا السياق تتحدث رئيسة جمعية النجدة الشعبية في عكار سابقا الدكتورة نهاد منصور عن “أن هناك مطالبات من كل الجهات الرسمية والأهلية بجعل المستشفى الحكومي في حلبا على الاقل مكانا للعزل ريثما يجهز ويصبح في مرحلة لاحقة مكاناً للعلاج، لان الحجر المنزلي في عكار غير ممكن بسبب وضع المنازل والعائلات الكبيرة والتداخل، وهو ما يشكل خطراً كبيراً لناحية الانتشار السريع للوباء. وتشدد منصور على ضرورة السرعة باتخاذ القرار لأن الوقت ليس لصالحنا وتأخر أسبوع يولد آلاف الاصابات، لافتة الى أن  هناك اقتراح في مرحلة لاحقة للبحث عن أماكن أخرى للحجر ولكن بالتأكيد لن يكون المنازل لأنها مستحيلة في عكار”.


مواضيع ذات صلة:

  1. في زمن الكورونا.. ما هو واقع المستشفيات الخاصة في عكار؟… نجلة حمود

  2. تجارة طبية في عكار.. مستوصفات وأطباء غير شرعيين!… نجلة حمود

  3. عكار: رؤساء بلديات الى القضاء بعد رفع الحصانة عنهم!… نجلة حمود


 

Post Author: SafirAlChamal