المسؤولون وأصحاب الشأن ″عُراة″ أمام الرأي العام!… مرسال الترس

لم يكد ينجح المسؤولون في استيعاب المرحلة الأولى من قضية فيروس الكورونا عبر مصارحة الرأي العام بكل ما توفر لديهم من معلومات، حتى جاءت قضية الإفراج الملتبسة عن العميل الاسرائيلي (الحامل للجنسية الأميركية واللبناني الأصل) عامر الفاخوري لتضع المسؤولين “عراةً” أمام الرأي العام إنطلاقاً من المعطيات التالية:

أولاً: سكوت مُقلق للسلطة في لبنان على نمط التعاطي الأميركي من باب الفوقية المطلقة، بحيث لا يُردُّ له طلب، أو يناقش بأي إجراء يُقدم عليه حتى ولو كان بمستوى التغلغل داخل المؤسسات القضائية او الأمنية ناهيك عن السياسية التي تغطس شريحة كبيرة منها في دائرة تلقيّ الأوامر في العديد من المفاصل!.

ثانياً: تَشَفٍّ مُقلق للقوى التي كانت منضوية تحت لواء مجموعة الرابع عشر من آذار التي خَبِرَت تعاطي الادارات المتعاقبة معها من زاوية مصالح الدول، فدفعت أثماناً باهظة في خلال أزمان التخلّي الاميركية عنها، وتعيش اليوم لحظات من الفرح الداخلي بما أقدم عليه “الكاوبوي”، وساعات من فقدان التوازن في إبداء خوفها على الجسم القضائي الذي تأرجح في مفهومها له بين المظلوم ووجوب تصحيح مساره، وكأنه لم تَعُد تعنيها مطلقاً علاقات لبنان الدولية ولا مساعدات صندوق النقد الدولي، وأسقطت نظرية “العين ما بتقاوم مخرز”!.

ثالثاً: وجوم مُقلق للقوى التي كانت منضوية تحت لواء مجموعة الثامن من آذار بين أن تُصَدّق مدى التغلغل الأميركي لأجهزة الدولة اللبنانية وبين مدى قُدرتها على إقناع  “جماهيرها” بأن لا يد لها في أية صفقة يمكن ان تكون قد حصلت تحت ذقنها!.   

إذاً، ووفق العديد من المُراقبين، الصراحة بدون قفازات وبشفافية غير مسبوقة هي المطلوبة من الجميع ابتداء من بعبدا الى تلة السراي وعين التينة مروراً بالثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل وصولاً الى الخاضعين للتوجهات الاميركية والعاملين بهديها.

العديد من المُتابعين يعتقدون أن المسؤولين وأصحاب الشأن عندنا، وبعدما أقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب علناً على شُكر الحكومة اللبنانية “على تعاونها”، ربما سيبتدعون غداً قضية تهز شعور اللبنانيين كالكورونا او ما يوازيها، لدفعهم الى نسيان “مأساة تهريب” الفاخوري وتداعياتها، كما كان يحصل في قضايا شَغلَت الرأي العام ثم تلاشت. والصادق بينهم هو من يصارح الرأي العام بالحقيقة الكاملة التي تنقذه من وصمة عار، وإلآ فليصمت الجميع عن أحاديث الوطنية والسيادة والاستقلال والعنفوان!.


مواضيع ذات صلة:

  1. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  2. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس

  3. آثار المحطات الساخنة للرغبات الاميركية في لبنان؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal