هلع في البترون.. واجراءات وقائية مشددة لمواجهة كورونا… لميا شديد

يبدو أن البترونيين، ومع تزايد أعداد الاصابات بفيروس “كورونا” تأكدوا أن الموضوع ليس مزحة، وشعروا أن الخطر يدق كل باب بتروني كما كل الابواب اللبنانية ما يستدعي جدية في التعاطي مع هذه القضية. وهكذا بدت مدينة البترون وغيرها من البلدات والقرى البترونية في حال من الشلل فخلت الشوارع من السيارات والمواطنين واقفلت المؤسسات التجارية والصناعية والمحال والمطاعم والمقاهي تفاديا لانتشار الفيروس وحفاظا على صحة وسلامة المواطنين الذين توافدوا لشراء المواد الغذائية والحاجيات المنزلية خوفا من اعلان حالة طوارىء قد تحول دون تأمين المأكل والمشرب.

كما شهدت السوبرماركات والمحال التجارية اقبالا على شراء مواد التنظيف والتطهير وكذلك الصيدليات التي عملت على تأمين المواد المعقمة التي باتت اولوية لدى المواطنين. أما عادة الزيارات فإذا لم نقل أنها انتهت، فقد تراجعت بنسبة كبيرة والكل لزم منزله، وفي حال حصول اي تبادل للزيارات فالمصافحة باتت من الماضي والضيافة معقم عند مدخل المنزل. ومنذ بدء انتشار الفيروس استنفرت المجالس البلدية في المنطقة وشكلت لجان طوارىء طبية لمواكبة الواقع الصحي وتأمين الحماية اللازمة وتشكيل سد منيع في وجه كارثة قد تحصد عددا من الاصابات.

من عاصمة القضاء مدينة البترون وصولا الى تنورين وما بينهما على امتداد القضاء شهدت القرى والبلدات ورشات عمل حيث تحولت الهيئات المحلية والكنسية الى خلية نحل توحدت فيها الجهود للتصدي للفيروس الفتاك.

ونشطت عمليات التعقيم في الاماكن العامة والكنائس والمساجد والقاعات والادارات العامة والبلديات والمؤسسات بالاضافة الى مواكبة توعوية ارشادية عبر المنشورات او مواقع التواصل الاجتماعي حول التوجيهات الضرورية المتعلقة بفيروس “كورونا” وكيفية الوقاية منه. كما اتخذت قرارات بلدية بمنع دخول اي كان من خارج البلدات والسهر على العمال الاجانب ومراقبة تواجدهم بالاضافة الى منع دخول الباعة المتجولين. اما على مستوى النشاطات الدينية فقد تم تعليق الاحتفالات واللقاءات والصلوات غير الاساسية مع الابقاء على قداديس الاحد وزياح الصليب وعدم الزام المؤمنين بالحضور..

وفي هذا الاطار اصدر راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله تعميما أبرشيا الى ابناء وبنات الابرشية  والكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين  دعاهم فيه “للبقاء في منازلهم واغتنام الفرصة لكي تكون كل عائلة « كنيسة بيتية»، ويكون كل بيت واحة روحية لعيش الإيمان والصلاة إلى الله ومساحة اجتماعية لعيش القيم المسيحية والإنسانية في التضامن والمصالحة والمحبة. وبالتالي يصبح واجب المشاركة في القداس والإحتفالات الليتورجية غير ملزِم، ويمكن الإستعاضة عنه عبر شاشات التلفزة وغيرها من وسائل التواصل على أن يبقى الكهنة حاضرين في رعاياهم يؤمّنون السهر على الرعية على مثال المسيح الراعي الصالح ويحتفلون بالقداس أيام الآحاد والأعياد على نية شعب الله الغائب ويتخذون كل التدابير الوقائية.”

كما دعا الى “تعليق النشاطات والاجتماعات واللقاءات الرعائية كافة، وفي حال الوفاة، تُختصر صلاة الجناز ورتبة الدفن على حضور كاهن الرعية والعائلة، وتلغى أيام التعازي.” وتمنى على الجميع “عدم التسليم للخوف ومواجهة ظاهرة الفيروس بإيمان ورجاء وعيش التضامن.”

واحساسا بالمسؤولية الملقاة على عاتقها في حماية المدينة والسهر على صحة وسلامة سكانها وأهلها، وحفاظا على الثقة التي منحها اياها البترونيون، اتخذت بلدية البترون ممثلة برئيسها مرسيلينو الحرك، قرارا قضى بإقفال كل المؤسسات التجارية والصناعية باستثناء الافران والسوبرماركت والصيدليات ومحطات البنزين دون المغاسل وذلك لمدة عشرة ايام اعتباراً من تاريخه. كما التزمت المصارف بهذا القرار وستقفل ابوابها في المدينة اعتبارا من صباح الاثنين المقبل خاصة وأن معظم موظفيها هم من ابناء وسكان المدينة.

هذا القرار جاء حتميا وضروريا للحد من انتشار فيروس كورونا وللوقاية منه لتبقى البترون نظيفة وليبقى سكانها بصحة جيدة لأن مجرد انتشار وتفشي هذا الفيروس سيحول دون امكانية معالجته نظرا للامكانيات الطبية المتوفرة في القضاء والتي لا قدرة استيعابية لها لهكذا حالات.

وطلبت البلدية من الاهالي المزيد من الوعي والالتزام بهذا القرار والبقاء في المنازل وتجنب التجول الا في الحالات الضرورية لحين انقضاء هذه الازمة. مع الاشارة الى ان شرطة البلدية تعمل ليلا نهارا لتنفيذ هذا القرار طالبين من الاهالي التعاون معها لان درهم وقاية خير من قنطار علاج.”

وكما في عاصمة القضاء كذلك في كل القرى والبلدات الاخرى، استنفار وحال  طوارىء مركزية في كل بلدة لمواجهة اي خطر قد يهدد الأهالي.


مواضيع ذات صلة:

  1. البترون: تدشين درب البطريرك الحويك.. حج وصلاة وروحانيات… لميا شديد

  2. البترون تتألق ثقافيا وسياحيا بمهرجان الأفلام القصيرة المتوسطية… لميا شديد

  3. معرض ″ملح البترون″.. وجوه ومحطات بذكريات مميزة… لميا شديد


 

Post Author: SafirAlChamal