متى تُخرب الأوطان؟… مرسال الترس

يستغرب العديد من الناس كيف تَخرب الأوطان وتَنهار خلال فترات محدودة، بعد أن تكون قد وَصَلت الى مستوى متقدم من النمو والتطور، ولكن يَغْرُب عن بالهم أن لذلك إرتباطاً وثيقاً بأداء أبناء تلك الأوطان وتناحرهم على ″جنس الملائكة″ كما تقول التعابير الشعبية.

الأمثلة على ذلك عديدة، كونها تنطلق من تشكيك فئات من أبناء الوطن بانتمائهم، على خلفيات مذهبية أو طائفية أو مناطقية وصولاً الى بَيع أنفسهم لـ ″الشيطان المتربص بالجميع″ من باب النكاية بشريكهم في الوطن، من دون أن يدركوا أنهم سيتحولون الى “ثورٍ أبيض” سيلتهمه ″العدو″، بعد الانتهاء ممن كان يُشكّل وإياهم السّد المنيع في وجه المؤامرات.

وهذا ما يحصل في لبنان بعد وصوله الى الأنهيار والإفلاس، بفضل تلك السياسات الاقتصادية والمالية خلال العقود الثلاثة الفائتة، وولوجِه عُنُق زجاجة الاختناق بالديون وشلّ قدراته على الانتاج. كما تؤكد مختلف المعطيات والوقائع المالية التي انكشَفت حقائقها المُزرية منذ خمسة اشهر.

وفي حين حلّت مجموعة من الأشخاص في إدارة البلاد تحاول أن تتحدى ما هو قائم والسعي لإبتداع ما يمكن أن يساعد البلاد على الخروج من مأزقها، يُصّر أرباب منظومة السياسات السابقة ومن يدور في فلَكهم على اعتماد “الوقاحة غير المحدودة” في تبرير ما اقترفته أيديهم من أخطاء فادحة. ويرفعون يومياً من وتيرة توجيه السّهام وأساليب الهدم للتشكيك بمن يحاولون السعي لمعالجة الأزمات، مطالبين بمهلة مئة يوم لإظهار مدى قدرتهم على إثبات وجودهم. حتى بات ينطبق على تلك الفئة من المشككين المثل القائل:” البشر صُنفان: من أراد منهم هَجرك، وجد في ثقب الباب مخرجاً. ومن أراد ودّك ثَقَب في الصخر مدخلاً!

وهذا فعلاً ما ينطبق على تلك الفئة التي باتت تُرسَم ألف علامة استفهام حول نواياها المكشوفة الأهداف، مع التذكير بأن ما سُجّل في زمان توليها للسلطة من فساد لا يفوق الوصف وهي تدرك حجم ما ارتكبت أيديها من موبقات أدّت الى تدمير الوطن ومستقبله.

بات واضحاً أن هؤلاء لا يرغبون في أي نجاح للحكومة، مع أنها تمكنت من  محاكاة موضوع “إعادة هيكلة الدين” بشكلٍ أولي، وبالتالي فمن أبسط الأمور أن يفكروا في بقاء الوطن الذي إذا ما تبدّد، فلن يجدوا مكاناً يَسندون رؤوسهم إليه!

تقول العبرة:”عندما يجلس الجاهل في المقهى وطالب الجامعة يقدم له القهوة يكون الوطن قد إستقر في الخراب”.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس

  2. آثار المحطات الساخنة للرغبات الاميركية في لبنان؟… مرسال الترس

  3. التأرجح بين التفاؤل والتشاؤم يدفع البعض للانتحار!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal