نصرالله: نشر الهلع بين الناس هو جريمة

اعتبر الأمين العام لـ″حزب الله″ السيد حسن نصرالله أنه ″يجب أن نشعر أننا في معركة ضد عدو اسمه كورونا، ويجب أن نخوض هذه المعركة″، مشيراً إلى أن ″هذا الفيروس يشكل قضية تشغل العالم كله وليس فقط لبنان أو دول المنطقة، ونشر الهلع والوهن والضعف بين الناس هو جريمة″.

وفي كلمة متلفزة له حول آخر المستجدات والتطورات، قال نصرالله أنّ ″المشكلة في هذه المعركة أنّ العدو ما زال عنصراً مجهولاً في أغلب جوانبه، وتهديده واضح وكبير وواسع″، معتبراً أن ″هذه المعركة ليست لتصفية الحسابات ولا للتسييس ولا لتسجيل النقاط، واستمرار السجال لن يؤدي إلا إلى المزيد من الحقد والضغينة بين الناس″. وأضاف: ″الإنتقاد الإيجابي مطلوب لكن الشماتة والسلبية تعبران عن انحطاط أخلاقي، ويجب أن نبتعد عن أي لغة تثير الأحقاد والمشاعر والعداوات والإنقسامات″.

وقال نصرالله: ″أي شخص في لبنان يشعر أنه أصيب بالفيروس أو ظهرت عليه العوارض، يجب أن يكون شفافاً وصادقاً ويكشف حقيقة الأمر والذهاب إلى العزل المنزلي، وعزل المصاب تكليف شرعي″.   

وأشار إلى أن ″في هذه المواجهة نحتاج إلى الشفافية والصدق، والمصاب يجب أن يكشف ومن يعلم لا يجوز له أن يتستر، ووزارة الصحة كانت شفافة منذ اليوم الأول، وكلما تمّ اكتشاف حالة من خلال الفحص، كان يتم الإعلان عن ذلك يومياً من قبل الوزارة، وحتى لو وصلنا إلى أرقام إصابات أو وفيات كبيرة، يجب أن يتم إيصال كامل الحقيقة إلى الناس، وأدعو وزارة الصحة إلى الإستمرار في العمل بهذه الروحية مهما كان حجم الوفيات أو الإصابات″.

وقال: ″كل ما قيل عن تستّر عن الكشف عن حالات إصابة بفيروس كورونا من قبل وزارة الصحة أو حزب الله هو كذب وافتراء″.   

وتابع: ″صلوا في منازلكم فلا داعي للذهاب إلى المسجد أو الكنيسة وتصرفوا على أن هذه إجراءات حرب. من يتخلف عن هذا الواجب فهو ارتكب معصية كبيرة، والواجب الديني هو من أقوى العوامل المساهمة في الانتصار في هذه المعركة″.   

وقال: ″اعتبروا أنكم في حالة حرب فلا اجتماعات ولا لقاءات ولا نشاطات، وأتمنى حتى نعبر هذه المرحلة أن تخففوا الواجبات على الناس بما يخص العزاء والاقتصار بالحد الأدنى من التشييع الممكن حتى للشهداء، والعنوان الأساس هو لا للتجمعات وانعزال الناس عن بعضهم البعض سواء في المدن والقرى”.    وأضاف: “لكل الطواقم الطبية التي تعمل في مكافحة كورونا كل الشكر وعلينا دعمهم مادياً ومعنوياً، و يجب اعتبار أي فرد من الطواقم الطبية المشاركة في مكافحة الفيروس شهيدا في حال وفاته خلال أداء واجبه″.   

وأعلن نصرالله أن ″حزب الله يضع كل إمكانياته في تصرف الحكومة ووزارة الصحة″، داعياً ″الميسورين المساهمة في هذه المعركة من خلال التكافل الإجتماعي″.

وفي رسالة إلى المصارف، قال: ″الآن يجب أن تتحملوا المسوؤلية وأنتم أول من يجب أن يمد العون للدولة وللتكافل الاجتماعي″، معتبراً أنه ″يجب ترتيب الأمور تحسباً لأصعب الإحتمالات، وعلينا الاستفادة من تجارب الدول الاخرى واعطاء الأولوية المطلقة لهذه المعركة″.   

ورأى أن ″التهديد في المواجهة مع كورونا لا يقف عند حدود بل يشمل العالم، ويجب أن يكون القرار والخيار هو مواجهة هذا العدو والتهديد”، مشيراً إلى أن ” كل الخسائر في الاقتصاد والتعليم وغير ذلك يمكن تعويضها باستثناء الخسائر في الأرواح″.   

وتابع: ″شفاء الحالات المصابة أمر ممكن علمياً وواقعياً ومنع الانتشار كذلك، ولكنه يحتاج ارادة وصبراً ومسؤولية، ونحن أمام معركة إنسانية بالكامل ويجب أن نخوضها بروح إنسانية بالكامل، وكلنا مسؤول عن هذه المواجهة″. وقال: ″لا تقسموا الكورونا عرقياً ولا دينياً ولا طائفياً ولا مناطقياً ولا إقليمياً، هذا وباء لا يقف عند حدود، والواجب هو الحفاظ على نفسك وحياتك وعلى سلامة عائلتك وعلى سلامة الناس من حولك هذا واجب شرعي وديني″.   

وقال: “المسؤولية يجب أن تكون عامة وشاملة والمطلوب من الكل مهام ووظائف محدّدة، وفي هذا النوع من المعركة كل ما يتصل بالعمل الصحي هو في الخطّ الأمامي، ويجب أن ننظر إلى العاملين في هذا المجال على أنهم ضباط وجنود”. وتابع: “في معركة كورونا تبيّن أن أكبر كاذب في الكرة الأرضية هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو لديه مصيبة في أميركا. ففي الوقت الذي كان يهون الموضوع، خرج حاكم ولاية أوهايو ليقول أن لديه مئة ألف إصابة في الولاية”.     

رسالة للمصارف: لتقديم مساعدة للدولة اللبنانية 

وفي الشأن الداخلي، أكّد نصرالله أنّه “لا مانع لدى حزب الله في تلقي الحكومة نصائح واستشارات من أي جهة في العالم مثل صندوق النقد الدولي”، وقال: “أي جهة تريد تقديم مساعدة غير مشروطة وضمن الضوابط السياسية التي تعتمدها الدولة، لا مانع لنا بشأنها. إننا نقبل بمساعات لا تتنافى مع الدستور اللبناني ولا تمس السيادة اللبنانية ولا تتنافى مع المصلحة الوطنية اللبنانية”.   

وأضاف: “مثال على الشروط المرفوضة من حزب الله رفع الضريبة على القيمة المضافة أو توطين اللاجئين الفلسطينيين وهما شرطان لا يصبان في إطار المصلحة الوطنية، ونحن من الآن ضد أي جهة تشترط رفع الضرائب على الشرائح الفقيرة، كما أنه ليس صحيحاً أن نحمل مسؤولية من نوع تقديم خطة الى الحكومة، بل المطلوب خطة تشاركية والكل مسؤول عن هذا الأمر”. وقال: “الشروط المرتبطة بالاصلاح ومكافحة الفساد واستقلالية القضاء والشفافية هي شروط ممتازة طالبنا بها”.   

وتوجّه نصرالله إلى المصارف قائلاً: “التحدي اليوم هو الانهيار الاقتصادي فلتساهموا في المساعدة مثل ما قدمت العائلات أغلى ما عندهم في مواجهة الاحتلال، تحملوا المسؤولية وبادروا إلى المساعدة مثل ما قدّمت العديد من المصارف في العالم. إذهبوا الى رئيس الحكومة لتقديم مساعدة للدولة اللبنانية للمساهمة في معالجة الاوضاع الصحية أو الاقتصادية”.

Post Author: SafirAlChamal