أين حكومة ″مواجهة التحديات″ من أسعار المشتقات النفطية؟… مرسال الترس

شاء المُعترضون والمُتضررون أم أبوا، فإن معظم اللبنانيين صفّقوا لخطوة حكومة ″مواجهة التحديات″ التي تمثلت بتعليق دفع سندات ″اليوروبوند″ التي استحقت مطلع هذا الأسبوع، من منطلق أنّ الرئيس حسّان دياب ووزراءه، وبدعمٍ من مختلف المرجعيات في الحُكم، وضعوا لُقمة اللبنانيين في أولى اهتماماتهم، بعكس الحكومات السابقة، ولاسيما الأخيرة منها، التي تقاعست عن القيام بأبسط مهامها، ألا وهي تصريف الأعمال!.

وإذا كان أولئك المتضررون قد شعروا بوطأة الصدمة الأولى، وباتوا يعتبرونها ككابوس، إنعكس بوضوح عبر مواقفهم وتصريحاتهم في مختلف وسائل الإعلام التي هوّلوا فيها على اللبنانيين، بات المواطنون يظنون أنهم كانوا في ″افضل احوالهم″ اثناء تولي تلك المجموعة للمسؤولية، والتي تحاول اليوم أن “تنفض يديها” من كل ما إقترفَت من موبقات.

في غضون ذلك، ينتظر اللبنانيون على أحرّ من الجمر، إقدام الحكومة على الصدمة التالية التي يتمنون أن تكون شعبية بكل معنى الكلمة. وفي هذا السّياق يلفتون النظر الى ما يحصل في أسعار المشتقات النفطية:

فصفيحة البنزين مثلاً، تَمّ تسعيرُها بحدود الخمسة وعشرين الف ليرة لبنانية عندما كان سعر برميل النفط بخمسة وسبعين دولاراً، وها هو برميل النفط  يُسجّل سعراً مطلع هذا الأسبوع بما دون الثلاثين دولاراً، في حين أن سعر صفيحة البنزين ما يزال على حاله، بالتزامن مع إقدام أصحاب المولدات الكهربائية على رفع تسعيرتهم الشهرية…!    

والأسئلة التي يطرحها المواطنون أمام الحكومة تتضمن الآتي:

إذا كانت الدولة تستفيد من فارق الآسعار القائم، فعليها أن تُصارح الناس بكل شفافية، وهم سيتَفهمون بالتأكيد أن الحكومة مُضطرة للإبقاء على الأسعار الحالية لكي تدعم صناديقها التي فَرِغَت من جراء الفساد الذي كانت تُطنش عنه الحكومات السابقة ولاسيما الأخيرة منها!

أما إذا كان فارق تلك الأسعار يذهب الى جيوب الشركات المستوردة، وبطون كارتيلات النفط، فعلى حكومة مواجهة التحديات أن تُسارع الى إتخاذ ما يكفي من خطوات قضائية وإدارية، تكون على مستوى الصدمة الأولى وربما أفعل، وبالتأكيد فإنّ المواطنين سيصفقون لها ويقفون الى جانبها لإسكات أولئك المعترضين على وجودها، وإلاّ فإنهم سيصّنفونها بأنها كـ الزوج المخدوع الذي سيحاسبونه على تقاعسه!

جميع المواطنين بالتأكيد ينتظرون الصدمات اللاحقة التي يجب أن تكون استكمالاً للأولى، والتي يجب أن تسعى لإنقاذ البلاد ممّا جرى تدبيرَه لها من مطبات أوصلتها الى الهاوية.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس

  2. آثار المحطات الساخنة للرغبات الاميركية في لبنان؟… مرسال الترس

  3. التأرجح بين التفاؤل والتشاؤم يدفع البعض للانتحار!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal