هل أنهى فيروس ″كورونا″ العام الدّراسي؟… عبد الكافي الصمد

ما كاد وزير التربية طارق المجذوب يعلن، مساء يوم الجمعة الماضي في 28 شباط الفائت، عن إقفال جميع  المؤسسات التعليمية من روضات ومدارس وثانويات ومعاهد مهنية وجامعات ″كإجراء إحترازي″، من صباح يوم السبت في 29 شباط الماضي حتى مساء يوم الأحد المقبل في 8 آذار الجاري، على خلفية الهلع الذي أثاره إنتشار فيروس ″كورونا″، حتى ضجّت وسائل الإعلام ومنصّات وسائل التواصل الإجتماعي بشائعات واجتهادات شتّى حول مصير العطلة القسرية ومصير العام الدراسي ككل.

أهم هذه الشّائعات البيان المشبوه الذي انتشر كالنّار في الهشيم يوم الإثنين الماضي على منصّات وسائل التواصل الإجتماعي، والذي نُسب إلى وزارة التربية، وممهور بتوقيع وختم وزير التربية طارق المجذوب، وفيه أنه تجنّباً لانتشار فيروس كورونا بين التلاميذ ممّا يؤدي إلى نتائج خطيرة، تعلن وزارة التربية إنتهاء العام الدراسي الحالي 2019 ـ 2020 لكافة المراحل التعليمية (إبتدائي ـ متوسط ـ ثانوي ـ جامعي)، وذلك باعتماد علامات الفصل الأول من السنة، أمّا بخصوص صفوف الشّهادات الرسمية إعطاء الإفادات لكافة الطلاب المسجلين رسمياً في المدرسة. وبرر البيان المشبوه والركيك لغوياً خطوة وزارة التربية بأنها قامت بها حرصاً على سلامة الطلاب وعدم إنتشار هذا الفيروس وذلك عبر العدوى بين الطلاب.

لكنّ وزارة التربية سرعان ما ردّت على هذا البيان، معتبرة أن هذه الأخبار والتعاميم كاذبة وعارية من الصحّة جملة وتفصيلاً، وأنها تحتفظ بحقها في ملاحقة مروجي هذه الشائعات بحسب مقتضيات القانون، منبهة المواطنين إلى عدم الأخذ بأي خبر يتعلق بالوزارة، إلا إذا كان صادراً رسمياً عنها وموزعاً على وسائل الإعلام.

وبرغم ذلك، فإن الشّائعات إستمرت في الإنتشار، إلى حدّ أنّ بعض الجهات نصحت طلاباً كباراً في السّنّ لم يحصلوا على شهادة الثانوية العامة من قبل، إلى تقديم طلب حرّ يخوّلهم أن يتقدموا به لامتحانات الشهادة الثانوية العامة، إنطلاقاً من معلومات يستندون إليها وتفيد أن هذه الإمتحانات لن تجرى هذا العام بسبب الخوف من تفشّي فيروس “كورونا”، وأن وزارة التربية ستعطي إفادات لهؤلاء الطلاب، بما يجعل الجميع متساوين، بمن فيهم الطلاب أصحاب الطلب الحر، ما سيخوّلهم التقدّم لأي وظيفة رسمية في المستقبل، أو الدخول إلى الجامعات والمعاهد لإكمال دراساتهم إذا أرادوا ذلك.

هذا الواقع دفع بعض النّواب إلى اقتراح معاودة التدريس في صفوف الشهادة المتوسطة (البروفيه) والسنة الثالثة الثانوية لكونها مراحل مفصلية ترتبط بالشهادات الرسمية وبمستقبل الطلاب الأكاديمي، وذلك تمهيداً لإعادة فتح المدارس، واعتماد التلفزيون كوسيلة لمتابعة التدريس للصفوف الأخرى، في حال ارتأت وزارتا التربية والصحّة الإستمرار بتعليق الدروس، وهو كلام نُسب أيضاً لرئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري، لكن الأخيرة نفت أمس في بيان الكلام المنسوب إليها، والذي رأت فيه أنه “كان هناك تسرّع في إقفال المدارس، فأوضحت أن أي كلام بهذا المعنى لم يصدر عنها وأنّ هذا الموضوع لا زال قيد البحث، وهو ما عبّر عنه البيان الرسمي الصادر عن لجنة التربية النيابية إثر اجتماعها يوم أمس.

كل ذلك يفيد أنّ الأيام المقبلة ستكون حاسمة، ويجعل وزارة التربية تقف أمام ثلاثة خيارات صعبة: الأول إعادة فتح أبواب المدارس بعد انتهاء العطلة القسرية يوم الأحد المقبل؛ والثاني تمديد العطلة أسبوعاً آخر أو أكثر بانتظار تبلور الظروف والمعطيات؛ والثالث الإعلان عن انتهاء العام الدراسي.

أيّ خيار ستتخذ وزارة التربية من بين هذه الخيارات؟ الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة.


مواضيع ذات صلة:

  1. زيارات دياب الخارجية تربكه: دولٌ تُحرجه ودولٌ تتجاهله… عبد الكافي الصمد

  2. خلاف المستقبل ـ القوات: حكومة دياب المستفيد الأوّل… عبد الكافي الصمد

  3. الباب السّوري مخرجٌ لأزمات لبنان الإقتصادية.. هل تطرقه حكومة دياب؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal