أبطال الشائعات والأكاذيب… لبنان موبوء؟!… مرسال الترس

أحسنت وزيرة الاعلام منال عبد الصمد ووزير الصحة حمد حسن بالتركيز نهاية الأسبوع الفائت على تنبيه المواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر، ليس من فيروس كورونا الذي يقضّ مضاجع دول العالم كافة، بل من الشائعات والأكاذيب التي تنخر عظام اللبنانيين صُبحاً ومساء، وآخرها عن احتمال إعلان لبنان بلدا موبوءاً، حتى بات كثيرون في ضياع شبه كامل.

صحيح أن معظم اللبنانيين يلعنون على مدار الساعة التطور التكنولوجي الذي حوّل كل مواطن يحمل جهازاً خليوياً إلى “إذاعة وتلفزيون وصحيفة” ينشر ما يحلو له من أخبار، غير آبه بمدى الضرر الذي ستتركه إذا كانت مختلقة، وهدف اصحابها تحويل أنفسهم الى “أبطال” في خدمة شياطين الأكاذيب والتلفيق.

وقد يكون الكثير من هؤلاء يفعلون ذلك عن غباء أو سطحية، ولكن بالتأكيد هناك مجموعات تُتقن “عقلية العمالة” لخارج متعدد الأوجه، لا يُضمر الاّ الشر لهذا الوطن الذي إبتُليَ بِكَمٍ من الأشخاص المرضى بهاجس التحوّل إلى حالة مميزة، ولو على حساب إيصال اللبنانيين الى مراحل الاحباط الكامل الذي يمَهّد للتحرك الاحتجاجي بدون أفق، وبالتالي العمل على تهديم الوطن ومقوماته خدمة لعدو معلن، وأعداء يتسترون بأثواب النعاج وهم ذئابٌ كاسرة. 

لا أحد يعتقد أن الدولة اللبنانية بمقوماتها الحالية التي أستُنزفت مالياً واقتصادياً في العقود الثلاثة الماضية، لديها المؤهلات اللازمة لمواجهة المستجدات والطوارئ بفعالية، ولكن معظم المُراقبين مقتنعون بأن هناك أيدٍ خبيثة، مصرّة وبقوة على عرقلة أية خطوات إيجابية قد تستطيع حكومة الرئيس حسّان دياب تسجيلها في المئة يوم التي طلبتها كفترة سماح، وذلك على خلفية إفشال الحكومة لتبرير ما قاموا به أثناء توليهم مسؤولية إيصال البلاد إلى الكوارث. وهؤلاء من قصَدهم المكتب الأعلامي لرئيس الحكومة حين قال: “مرّة جديدة تلجأ الأوركسترا نفسها إلى التزوير واجتزاء الحقائق للتشويه والتحريض. وللأسف فإن البعض ينجرف طوعاً أو جهلاً فيُصدر مواقف تدلّ عن سوء نيّة أو عن تواطؤ”.

وفي هذا السياق يرصد المُتابعون ما تتعرض له الحكومة في وسائل إعلام محدّدة من سهامٍ مسمومة في موضوع استحقاق اليوروبوند، وكأن الهدف هو قتل النواطير مهما ترتب على ذلك من نتائج سلبية قد تدفع بالمواطنين الى الجوع.

 ربما غداً سيرفعون الصّلاة من أجل أن تتحوّل الكورونا الى وباء في لبنان، كما تمنى بعضهم عدم الوصول الى نتائج إيجابية في إستخراج النفط والغاز، وهُم سيكونون خارج اللعبة.

فهل سنتحلّى جميعاً بالوعي والمسؤولية الوطنية لإنقاذ ما تبقى من وطن نستحقه. أم نتوجه مُرغمين لإقامة العزاء عليه، بعدما ناهز عمره الاستقلالي السبعة والسبعين عاماً؟ ولكن الطّامة الكبرى التي تغيب عن بال المتواطئين، أن البديل ستكون عواقبه وخيمة جداً!.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس

  2. آثار المحطات الساخنة للرغبات الاميركية في لبنان؟… مرسال الترس

  3. التأرجح بين التفاؤل والتشاؤم يدفع البعض للانتحار!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal