تمنيات لبنانية بعدم التعاطي مع النفط كسائر القضايا الخلافية!… مرسال الترس

 بعد الضجّة التي أحدثها خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تزامناً مع الخطوة الأولى للدولة اللبنانية بدخولها نادي الدول المنتجة والمصدّرة للنفط والغاز، وما رافق ذلك من ردود فعلٍ خارجة عن السياق العام، تقاطعت تمنيات العديد من اللبنانيين على وجوب حَثّ المسؤولين على التعاطي مع هذه الطاقة الحيوية بعقلية دفع لبنان الى الانتقال من بين الدول المنهارة مالياً، الى مصاف الدول التي تتمتع بفائض قوة إقتصادية، ليُصبح بالتالي مؤهلاً باستعادة حضوره على المسرح الدولي!.

فاذا اصّر المسؤولون في لبنان على التعاطي مع مواضيع النفط والغاز على غرار ما حصل بالكهرباء وما رتبته على الدولة من ديون فاقت المعقول، فستتحول الثروة النفطية والغازية الى نقمة عارمة عليهم بدلأ من نعمة توّزع خيراتها على جميع أبناء الوطن.

وإذا تصرّف المسؤولون في لبنان مع الثروة الهائلة المرتقبة، بالاساليب التي تمّ تطبيقها على مشكلة النفايات، فقد تشهد البلاد أنهراً مضافة من الفساد والفوضى، على غرار ما حصل مع أنهر النفايات التي لم نشاهد مثيلاً لها في العالم.

وإذا لم يستوعب المسؤولون في لبنان أن أيَّ سعيٍ لصب الثروة النفطية والغازية في خانات المنافع الشخصية والمناطقية فقط، قد يحوّلها الى وباء مدّمر كما يحصل مع تفشي فيروس الكورونا الذي يتعاطى معه العديد من المسؤولين باستلشاق وسطحية، بإعتباره أمراً عابرا يمكن تجاوزه بالتصريحات والمواقف بدل إجراءات جذرية تساعد في مواجهته كأزمة فعلية.    

فاذا نجحتم أيها المسؤولون في تعميم مكتسبات الثروة على جميع المواطنين، ستُرفع لكم القبعات وتخلدون في تاريخ هذا الوطن الذي عانى الأمرّين من سياسات النكايات والزواريب وجني الثروات من خلال مصّ دم الشعب. والاّ ستبقون أرقاماً سوداء في روزنامة الوطن.

ففي العالم دولٌ عدة دخلت النادي النفطي ولكن شعوبها تعاني أزمات إجتماعية ومالية لا تُحسد عليها، ولعل نيجيريا وفنزويلا وغيرهما أكبر مثال على ذلك.   


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس

  2. آثار المحطات الساخنة للرغبات الاميركية في لبنان؟… مرسال الترس

  3. التأرجح بين التفاؤل والتشاؤم يدفع البعض للانتحار!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal