كورونا ″يختبئ″ بين اللبنانيين.. الكارثة قادمة؟!… أحمد الحسن

يعيش العالم اليوم حالة رعب مبررة من كائن صغير لا يُرى بالعين المجردة، لكنه يهدد البشرية بأسرها من دون أن تتمكن أي دولة من السيطرة عليه مهما بلغت من تطور، فالكورونا يفتك يوميا بالالاف وينتقل بين دولة واخرى كاسرا حواجز كثيرة لتمدده السريع كما تشير الارقام التي تصدرها الدول يوميا.

كورونا، الفيروس الذي انطلق من الصين ويتزايد بشكل مطرد بالرغم من الاجراءات القاسية والقوانين الصارمة التي اقرتها الحكومة الصينية، حتى وصل وفق اخر الاحصاءات الصينية الى 78630 حالة مؤكدة، ووفاة 2747 شخصا، والاشتباه بـ2358 اصابة.

وما يثر الريبة هو ان فيروس كورونا يختبئ في جسم الانسان ويعود ويظهر لاحقا في مدة أقصاها 14 يوما، وقد ظهر ذلك في احصاءات أجرتها مؤسسات صينية رسمية، حيث ينخفض عدد الاصابات يوما ثم يعود ويرتفع في اليوم الثاني فعلى سبيل المثال سجلت الصين انخفاضا من 508 اصابات مؤكدة الى 406 في 25 من شهر شباط الحالي، ثم عاد وإرتفع الى 433 حالة جديدة في 26 من الشهر نفسه.

كذلك في فرنسا التي اعلنت عن شفاء كل الحالات من كورونا، عادت لتسجل اليوم 33 اصابة جديدة بما في ذلك حالة وفاة.

لا شك في ان خوف اللبنانيين من فيروس كورونا الذي وصل الى حدود الهلع مبرر وضروري فالاجراءات التي تتخذها وزارة الصحة لا تجدي نفعا، ولا يمكن ان تحمي لبنان من اي وباء، في ظل غض الطرف عن الطائرات التي تصل الى مطار رفيق الحريري الدولي من الدول التي ينتشر فيها الفيروس، ما أدى الى تسجيل 3 اصابات مؤكدة وفقا لوزارة الصحة اللبنانية و12 حالة مشتبه بها.

ووفق تقارير طبية فان الحالات في لبنان ستزيد بشكل مفاجئ خلال شهر حيث وبحسب الإحصاءات التي ترد من الصين، منبع انتشار كورونا،  أن “المُصاب بالفيروس ينقل العدوى الى 4 أو6 أشخاص. وبما أنه حطت في لبنان بالأسابيع الأخيرة طائرات عدة آتية من إيران تحديداً وإيطاليا وكوريا الجنوبية، فمعناه أن ما لا يقل عن ألف شخص قد يكون مُشتبهاً بإصابتهم بكورونا يتنقلون بحرية بين المناطق اللبنانية، خصوصاً أنهم لم يخضعوا لفحص PCR للكشف عن الفيروس”.

يبدو وفقا لكل هذه الارقام والاحصاءات ان لبنان مقبل على كارثة، خصوصا أنه تأخر في اجراءاته الوقائية ضد كورونا وفقا للكثير من الخبراء، حيث انتظر حتى دخل الفيروس الى البلاد، ليبدأ بها، مع العلم انه كان يجب على المعنيين إتخاذ كل الاجراءات الاحترازية قبل وصول الفيروس الى  الاراضي اللبنانية، حيث الى الآن لا يوجد سوى مستشفى رفيق الحريري الحكومي التي تمتلك حوالي 16 سريرا فقط في غرف العزل، فيما المستشفيات الاخرى تفتقدها اضافة الى التحذيرات من فقدان المستلزمات الطبية التي يحتاجها لبنان من اجل الحماية من الاوبئة الامر الذي يستوجب على الدولة التحرك في وقت سريع على مسارين، اولا اغلاق المجال الجوي امام الطائرات القادمة من الاماكن الموبوءة ومراقبة الحدود البرية المفتوحة، وثانيا تأمين المستلزمات الطبية المطلوبة.


مواضيع ذات صلة:

  1. لبنان يهتز أمنيا.. وقنابل موقوتة لا يعلم أحد متى تنفجر!… أحمد الحسن

  2. دياب على خطى الحريري.. كيف ستتعامل عكار مع الحكومة الجديدة؟… أحمد الحسن

  3. طرابلس تحت الحصار.. من يمنع ″بنزين الدولة″ عن منشآتها؟… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal