خطاب رئاسي بنكهة حزبية يضاعف من انقسام اللبنانيين… غسان ريفي

لم يرق خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون عشية انطلاق اعمال الحفر لاستكشاف اول بئر نفطي، لكثير من التيارات السياسية التي وجدت فيه تعويما سياسيًا لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي ذكره عون بالاسم دون غيره من الوزراء لكونه بنظر عون “صاحب فضل في وزارة الطاقة بتحويل لبنان الى بلد نفطي”.

عبارة واحدة في خطاب عون أخرجته عن مساره الرئاسي الجامع، وكانت كفيلة باستفزاز نصف الشعب اللبناني الذي اشعل مواقع التواصل الاجتماعي انتقادا لرئيس الجمهورية ولصهر العهد جبران باسيل، واعطت العونيين فرصة لرد مضاد وعنيف، اظهر حجم الانقسام بين اللبنانيين الذين يتخبطون في أزمات عدة اقتصاديا وماليا واجتماعيًا وصحيا وبيئيا.

تناسى كثيرون هذه الأزمات لمصلحة اصطفافاتهم السياسية، حيث اعتبر المعارضون ان عون تحدث بصفة رئيس التيار الوطني الحر ونسب فضلا للوزير باسيل لا يستحقه، وان رئيس الجمهورية قد استدرج مرة جديدة الى خطاب فئوي جعله طرفًا سياسيًا وليس رئيسا لكل اللبنانيين، وذلك بعدما استدرج في المرة الاولى خلال المسيرة التي نظمها البرتقاليون دعما للعهد والتي كانت تهدف ضمنا الى تعويم باسيل، حيث خرج عون يومها وخاطب جمهورا حزبيا في حين ان كلام رئيس الجمهورية من المفترض ان يكون موجها الى جميع اللبنانيين.

ورأى المعارضون ان الرئيس عون ارتكب خطأ في خطابه وتسبب بسجال سياسي من العيار الثقيل بين اللبنانيين الذين شعر قسم منهم ان الخطاب الرئاسي يحمل في طياته تغليب مصلحة فئة على فئة أخرى، علما وبحسب المعارضين ان باسيل الذي تولى وزارة الطاقة ومن ثم جاء بمستشاريه وزراء لها وعملوا بتوجيهاته وتحت إشرافه فشل في تأمين التيار الكهربائي للبنانيين، وأرهق خزينة الدولة، حتى بات عجز الكهرباء يساوي نصف حجم الدين العام، في حين ان ما يحتفل به الرئيس عون ويجيّر فيه الانجاز لباسيل هو حفر بئر استكشافي للنفط، وليس استخراج النفط، لافتين الى ان عون بالغ في توصيف الامر، خصوصا ان الاستخراج في حال تأكد وجود النفط يحتاج الى سنوات عدة.

بالمقابل تصدى جمهور التيار الوطني الحر للمعارضين متهما اياهم بالحقد على العهد وبمحاولة استهداف الوزير باسيل والتعمية على إنجازاته في وزارة الطاقة، مؤكدين ان العهد القوي سيجعل من لبنان بلدًا نفطيًا وسيحمل الازدهار والتقدم للبنان.

وشكل رد نائبة رئيس التيار الوطني الحر ميّ خريش على الوزيرة السابقة ميّ شدياق التي انتقدت خطاب عون، خروجا عن آداب التخاطب السياسي خصوصا بعدما عيّرتها بإعاقتها، الامر الذي ادى الى حملة تضامن واسعة مع شدياق وضاعف من السجال الناري بين المعارضين للتيار الوطني الحر وبين أنصاره المنتمين اليه.

يمكن القول إن الرئيس عون كان بغنى عن تضمين خطابه إشارة الى “إنجازات” باسيل في وزارة الطاقة، خصوصا انه عن قصد او عن غير قصد، فقد افسد على قسم من اللبنانيين الفرحة ببدء الحفر لاستكشاف اول بئر للنفط، وساهم في تحويل المناسبة الى خلاف سياسي في بلد يحتاج الى التعاون والتضامن لانقاذه.


مواضيع ذات صلة:

  1. في لبنان.. من لم يمت بـ″الكورونا″ مات بغيره!!!… غسان ريفي

  2. الحريري الجديد.. صديق حزب الله؟!… غسان ريفي

  3. حراك سياسي يسطو على شعارات الحراك الشعبي!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal