هل قضت الكورونا على أهداف الحراك؟… مرسال الترس

بضعة أيام فقط من ″رعب″ مرض الكورونا، كانت كافية لتقويض الجزء الأكبر من أهداف الحراك الشعبي في لبنان الذي أنطلق في السابع عشر من تشرين الأول الفائت. ليس لأن جذوة الحراك قد إنطفأت (ولا يجوز أن تنطفئ)، بل لأن اللبنانيين قد تعودوا على رمي اهتماماتهم كل فترة في مجاهل النسيان!.

منذ حرب السنتين التي إنطلقت في ربيع العام 1975 دأب اللبنانيون على أن كل حدثٍ أمني يُسجّل، يدفع الى نسيان ما حصل قبله من أحداث قد تكون أبلغ أثراً في النفوس منه.

وبعد تعليق الأعمال الأمنية بشكل كبير إثر وضع إتفاق الطائف قيد التنفيذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، تحوّل النسيان الى الامور الحياتية والاجتماعية والمالية والاقتصادية التي بات يعتبرها معظم المواطنين بأنها أشدُّ إيلاماً.

فبعد ازمة الكهرباء والتقنين القاسي وتعاطي اصحاب المولدات على خلفية تجارية لا تناسب الاوضاع المعيشية لأهل الوطن، إنشغل اللبنانيون جداً بأزمة النفايات التي غصّت فيها الشوارع بكل ما فيها من روائح وجراثيم وقوارض، حتى باتت صورة النفايات على شكل نهر هادر، فريدة من نوعها عالمياً. ثم تناسوا كل ذلك، لينشغلوا ببعض الحوادث الأمنية، قبل أن تَظهر صور الحراك الشعبي بتظاهرات سلمية للاحتجاج على رفع الرسوم على الهاتف الخليوي ببضع عشرات من السنتات.

وبعد بضعة أشهر على إنطلاق الحراك أغفل اللبنانيون موضوع رسوم الخليوي، ليعانوا من قطع الطرقات ودفع الرشى للمرور، ثم إرتفاع اسعار الدولار، وجميع السلع الاستهلاكية، أو

الاعتداء على سيارات بعض النواب، ومواجهات متفرقة في غير منطقة مع الجيش والقوى الامنية، وصولاً الى إستقالة الرئيس سعد الحريري بصورة مفاجئة، ومباشرة البحث عن رئيس حكومة ووزراء يحصلون على ثقة مجلس النواب.

ومنذ منتصف الاسبوع الفائت وضع اللبنانيون كل تلك الاحداث وما نتج عنها من توترات وراء ظهورهم ليعيشوا اولاً: المقارنة بين وجوب دفع سندات اليوروبوند التي إستغلها أصحاب المصارف الى أقصى الحدود، أو عدم دفعها. ومن ثم ليغرقوا في رُعب فيروس الكورونا الذي انطلق من الصين، وأمتد الى نحو ثلاثين بلداً ومنها إيران مع ما رافق ذلك من خلفيات سياسية ذات أبعاد غير خافية على أحد.

وغداً أو بعد غد، سينسى اللبنانيون بالتأكيد السندات والكورونا ليصبوا اهتماماتهم اليومية على أزمة جديدة قد تكون حشرات الجراد. غير آبهين بالزيادة على الخليوي أو متطلبات الحراك واليوروبوند. لأنهم تعودوا إهمال جوهر القضايا والتلهي بقشورها!.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس

  2. آثار المحطات الساخنة للرغبات الاميركية في لبنان؟… مرسال الترس

  3. التأرجح بين التفاؤل والتشاؤم يدفع البعض للانتحار!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal