كلية العلوم الصحية في جامعة بيروت العربية تثير موضوع فيروسات العصر

نظّمت كلية العلوم الصحية في جامعة بيروت العربية – فرع طرابلس، نشاطا توعويا بعنوان ″فيروسات العصر″ تضمن 4 محاضرات شارك فيها متخصصون، بحضور نائب رئيس الجامعة لشؤون الفرع البروفسور خالد بغدادي، عميد كلية الصحة العامة في جامعة الجنان الدكتور غازي تدمري، المديرة التنفيذية لـمستشفى مظلوم الجديدة اليسار ياسين حداد، مدراء كليات الفرع، وطلاب الصحة في جامعات الشمال، ورئيسة الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة ناريمان الجمل غانم، ومهتمين.

 بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، ألقت مديرة كلية العلوم الصحية في الجامعة الدكتورة نسرين بيسار كلمة قالت فيها: “في خضم المشاكل والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تعصف بمنطقتنا العربية، أطلّ علينا من بلاد الصين شبح جديد يهدد أرواح الناس وينذر بأزمة صحية جديدة إذا ما وجد طريقه إلينا، فتسارعت الدول إلى أخذ الاحتياطات٬ وتسابقت وسائل الإعلام في نشر المعطيات الجديدة حول شبح فيروس “كورونا” وأعداد الأرواح التي حصدها٬ ونسبة انتشاره في العالم٬ والأعراض التي يسببها٬ وسبل الوقاية منه”.

وعرّفت بفيروس “كورونا” بأنه “عامل بيولوجي طفيلي صغير لا يمكنه التكاثر إلا داخل خلايا كائن حي آخر. وتصيب الفيروسات جميع أنواع الكائنات الحية، من الحيوانات والنباتات الى البكتيريا”. ورأت أنّ “هذه الهياكل الدقيقة تعتبر الكيان البيولوجي الأكثر وفرة في الطبيعة، وهي تتكون من مورثات تحمل المعلومات الجينية مع غلاف بروتيني يحمي هذه الجينات. ولعل أصعب خصائصها هو قدرتها المستمرة على تطوير نفسها والتحول٬ مما يعرقل الجهود المبذولة في مكافحتها”.

وتابعت: “الكورونا الحديث هو واحد من الفيروسات الوبائية القاتلة التي ظهرت خلال هذا القرن وأرست تداعياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية على الدول التي أصيبت بها، ومن هذه الفيروسات: فيروس إيبولا الذي ظهر عام 2013 وفيروس H1N1 المسبّب لما يعرف بإنفلونزا الخنازير٬ والذي ظهر عام 2009 وحصد الكثير من الأرواح، وفيروس H5N1 المسبب لما عرف بإنفلونزا الطيور وفيروس الحمى الصفراء الذي ظهر في السودان عام 2012 وفيروس HIV المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب “ايدز”.

وعددت فيروسات “كورونا” ومنها: فيروس SARS CORONA المسبب لمرض الإلتهاب الرئوي الحاد، وفيروس MERS CORONA المسبب لمرض الالتهاب الرئوي الشرق أوسطي أو إنفلونزا الجمال.

وقالت: “لا نستطيع أن نغض الطرف عن دور أفراد المجتمع في الحد من انتشار الفيروسات المعدية من طريق تثقيف النفس وادراك حجم المشكلة واتباع خطوات وقائية بسيطة من شأنها أن تكون الخط الدفاعي الأول في هذه المواجهة”.

وسألت: “ما هي الفيروسات الموجودة في مجتمعاتنا وما هي أعراض الإصابة بها؟ وما هي طرق الوقاية منها؟ وما هي قدرة اللقاحات على الحد من إنتشارها؟ وكيف يتعامل القطاع الصحي مع المصابين؟ وما هي آخر معطيات فيروس “كورونا” الجديد؟ أسئلة كثيرة نجيب عنها في هذه الندوة مع ثلة من الاختصاصيين والباحثين في مجال الأمراض المعدية والجرثومية ونختتم بنصائح وقائية عن دور التغذية في تقوية الجهاز المناعي”.

وتحدث البروفسور بغدادي مرحبا” بانعقاد أول ندوة في الجامعة بعد قيام الثورة، الثورة على الفساد، ثورة لبناء وطن٬ والحفاظ على المبادئ الأساسية للحفاظ على الوطن٬ وبأن يكون مواطنوه أصحّاء أقوياء قادرين على العمل والبناء. وقال: “رسالة جامعة بيروت العربية في الشمال هي المشاركة مع أهل الشمال في تطوير المجتمع والنهوض به من خلال توظيف علم أساتذة الجامعة وخبرتهم للتعرف الى المشاكل ووضع حلول لها ونشر الوعي العلمي والثقافي. وندوة اليوم تهم كل فرد في طرابلس ويجب أن يكون عندنا الوعي والجدية لحماية أنفسنا وأهلنا”.

ثم عقدت المحاضرة الأولى من الندوة٬ تحدث فيها الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية” الدكتور حسان ملاط عن “فيروسات الإنفلونزا”، فتناول أنواع فيروسات الانفلونزا التي تنقسم إلى أربعة أنواع رئيسية، بعضها يصيب البشر والبعض الآخر يصيب الحيوانات، وهي: فيروس الانفلونزا (أ) وفيروس الانفلونزا (ب) اللذان يصيبان البشر، وهما المسببان لعدوى الانفلونزا الموسمية التي تنتشر في موسم الشتاء. وتتفرع فيروسات الانفلونزا من النمط A الى أنماط فرعية تختلف بحسب البروتين H) أو (N الذي يغلف الفيروس. وتابع: “يوجد 18 نوعا من البروتين H ، و11 نوع من البروتين N، بالإضافة الى فيروس الانفلونزا (C): ويصيب البشر، وهو المسبب لعدوى الانفلونزا خلال السنة. وفيروس الانفلونزا (D) الذي يصيب المواشي، ولا يمكن انتقاله إلى البشر.  وعدّد طرق انتقال الإنفلونزا٬ واللقاح٬ والوقاية٬ والعلاج. وأكّد على أهمية التفرقة بين الزكام والانفلونزا. وأشار الى الخطأ الشائع باستخدام الناس في بعض الاحيان للمضاد الحيوي عشوائيا”، لمجرد اصابتهم بالزكام، علما” أنّ المضاد الحيوي يوصف للمرضى الذين يعانون من التهابات بكتيرية، مشيرا إلى أنّ الطبيب وحده المخول بتشخيص الحالة المرضية، ووصف المضاد الحيوي في الحالات التي تستدعي ذلك. أمّا عن لقاح الانفلونزا الذي يؤخذ سنويا” في فصل الخريف فهو يساعد في التخفيف من وطأة المرض في حال حصوله. وأكّد على أهمية التركيز في تناول الحمضيات ضمن وجباتنا اليومية، التي تساهم في الوقاية من الإصابة بالزكام والانفلونزا عبر رفع مناعة الجسم، باحتوائها الفيتامين C وخصوصا أن بلدنا ينتج محصولا مهما” من الحمضيات على مدار العام.

وتحدثت الاختصاصية في الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتورة منى يوسف في المحاضرة الثانية عن فيروس “كورونا” فشرحت بالتفصيل عائلة فيروسات الكورونا الموجودة منذ عام 1960 والتي تصيب الانسان والحيوان. وتوقفت عند فيروس كورونا الجديد –   2019 nCov الذي ظهر في كانون اول 2019 في مدينة ووهان الصينية من حيث طبيعة تكوين هذا الفيروس، انتشاره، أعراضه، وتشخيصه، وعلاجه، والوقاية منه. وأشارت إلى أنه فيروس جديد، وبالتالي فان المعطيات هي قيد التبلور والاكتشاف حوله، وأنّ اخر بحث اجري أخيرا على 75000 حالة مصابة خلص إلى أن 81 في المئة من هذه الحالات هي حالات خفيفة قابلة للشفاء. وأشارت إلى أنّ الأشخاص الاكثر عرضة للتأثر الخطير به هم كبار السن، والذين لديهم مشاكل صحية مثل السكري والقلب، وأمّا بالنسبة لأعراض الفيروس فهي ارتفاع في الحرارة، اوجاع في الصدر، دقات قلب سريعة، مشاكل في التنفس، التهاب رئوي، فشل كلوي. ولفتت إلى أن المرض ينتقل عن طريق الاحتكاك المباشر مع الشخص المصاب (المصافحة بالأيدي، المعانقة)، الانتقال عبر الرذاذ المتطاير من المريض أثناء السعال والعطس، أو من خلال لمس الأسطح الملوثة بالفيروس ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وأوضحت انه حتى تاريخ اليوم لا يوجد علاج لهذا الفيروس الا ان المصابين يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة لتخفيف أعراض المرض. وأكدت على أهمية القيام بالإجراءات الوقائية والرجوع إلى المتخصصين للحصول على المعلومات الدقيقة، وعدم الشعور بالتشنج والهلع لوجود هذا الفيروس.

في المحاضرة الثالثة، تحدثت الاستاذة المساعدة في علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة في كلية العلوم الصحية بجامعة بيروت العربية الدكتورة سارة مينا عن “فيروس التهاب الكبد” B، أشارت إلى كونه عدوى كبدية ناجمة عن الإصابة بفيروس الكبد “B”، وقالت: “يشكل هذا الالتهاب مشكلة صحية عالمية بارزة. ينتشر هذا المرض بسبب الإصابات الناجمة عن التعرض للدم الملوث عبر ثقب الجلد، إبر الحقن في مراكز الرعاية الصحية أو في صفوف الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن، وينتقل الفيروس ايضا من الأم المصابة إلى الطفل عند الولادة.”

وأضافت: “بعد الإصابة بالعدوى، قد لا تظهر أية أعراض على معظم الناس ومن الممكن أن تتصف باعتلال حاد تستمر أعراضه لمدة تقل عن ستة أسابيع يرافقها اصفرار البشرة والعيون، الغثيان والقيء، آلام البطن والإجهاد الشديد. ويمكن لالتهاب الكبد الحاد أن يتطور في حالات نادرة (1-5%) إلى فشل كبدي حاد قد يؤدي إلى الوفاة وقد يسبب أيضا عدوى كبدية مزمنة قد تتطور لاحقا إلى تليف الكبد أو إلى سرطنة الخلايا الكبدية”.

وتابعت: “للتمييز بين النوع الحاد والمزمن، يتم التشخيص المخبري لعدوى التهاب الكبد القائم على الكشف عن المستضد السطحي لهذا الالتهاب، أضافة الى اختبار الحمض النووي للفيروس. إن اللقاح المضاد لالتهاب الكبد B هو الركيزة الأساسية للوقاية منه. وتوصي منظمة الصحة العالمية بجدول لقاح التهاب الكبد B مؤلف من 3 أو 4 جرعات للقاح، على أن تعطى الجرعة الأولى في أقرب وقت بعد الولادة، ومن الأفضل أن يتم ذلك في غضون 24 ساعة. ويجب اجراء فحص جودة الدم المتبرع به لأغراض نقل الدم، إضافة الى العلاقة الجنسية الامنة”.

وفي الجلسة الرابعة تحدّثت الاستاذة المساعدة في علم التغذية وتنظيم الغذاء في كلية العلوم الصحية بجامعة بيروت العربية الدكتورة روزي متري عن “التغذية والوقاية من الأمراض الجرثومية”، فعرضت لمجموعة من الفيتامينات والمعادن التي تقوي جهاز المناعة منها الفيتامين C والزينك٬ مشيرة الى أنّ الثوم يحتوي على مادة الأليسين التي يمكن أن تخفف من الإصابة بالزكام وحدّته. ولفتت الى أنّ دراسات مخبرية حديثة بيّنت أنّ الكركم يخفّف من تكاثر فيروس التهاب الكبد وفيروس الإنفلونزا A ، وأنّ الشاي الأخضر يقلّل من الإصابة بفيروس الإنفلونزا، وبأنّ الرمّان يعتبر غنيا” بمادة Polyphenols التي تخفف من تكاثر فيروس الإنفلونزا  . A

Post Author: SafirAlChamal