حسان دياب ينكش ″عش دبابير″ المستقبل!… غسان ريفي

في الوقت الذي توافقت فيه التيارات السياسية ضمنا على منح الحكومة فترة مئة يوم بعد نيلها الثقة، إفساحا في المجال أمام ما يمكن أن تقدمه للبنانيين، فاجأ رئيسها حسان دياب الجميع بهجوم غير مفهوم على من سماهم ″الأوركسترا″ التي إتهمها ″بممارسة الألاعيب والتحريض على الحكومة في الداخل والخارج″، وحمّلها ″مسؤولية السياسات الخاطئة على مدار ثلاثين عاما والتي أوصلت البلاد الى النفق المظلم الذي تسعى الحكومة لاخراجه منه″.

من الواضح أن نَفس دياب كان قصيرا جدا، فهو لم يصمد أكثر من 14 يوما حتى سارع الى إطلاق سهام كانت بنظر بعض المتابعين ″في غير وقتها وغير محلها″، متناسيا أنه ما يزال يحتاج الى ″حضانة سياسية″ لتقوية عوده وعود حكومته لتتمكن من مواجهة التحديات التي يلزمها هدوء وتعاون وتضامن وليس إشتباكا سياسيا بناء على إتهامات إفتراضية.

لم يسم دياب مكونات هذه الأوركسترا، لكن مسلته نعرت وفعلت فعلها في تيار المستقبل، خصوصا أن تركيزه على السنوات الثلاثين الماضية بدا وكأنه يتحدث بمنطق التيار الوطني الحر الذي يحاول اليوم وبعد سقوط التسوية الرئاسية، إستهداف التيار الأزرق بتحميل الحريرية السياسية مسؤولية الانهيار الذي حصل، الأمر الذي دفع كتلة المستقبل الى رفض كلام رئيس الحكومة واضعة إياه في إطار “الحملات التي تستهدف الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسياسته التي أنقذت لبنان من الخراب والدمار”.

يمكن القول إن دياب قد نكش عش دبابير وعليه أن يتحمل اللسعات التي سيتعرض لها من الآن وصاعدا بعد فتحه معركة سياسية كان بغنى عنها مع تيار المستقبل الذي ربما كان ينتظر خطأ من هذا النوع لكي يفش خلقه بالحكومة ورئيسها كونه لامس بنظر المستقبليين المحرمات باصطفافه سياسيا الى جانب التيار الوطني الحر، والتحدث بلغة ومنطق رئيسه ونوابه، وإستهدافه في تصريحاته الرئيسين الشهيد رفيق الحريري وسعد الحريري ضمن حديثه عن معالجة نتائج السياسات الخاطئة في السنوات الثلاثين الماضية.

لا شك في أن تصريحات دياب وردّ المستقبل، يؤشر الى إنطلاق معركة سياسية بين الطرفين، حيث قد يسعى الأول الى إستمالة الشارع المناوئ لـ”التيار الأزرق” من خلال التركيز على مسؤوليته في الانهيار وصولا الى فتح بعض الملفات، وهو أمر صعب خصوصا أن هذا الشارع غير مقتنع بـ دياب، ولديه في الوقت نفسه إصطفافاته المعروفة الى جانب نواب سنة عبّر أكثرهم عن رفضهم لتسمية دياب في الاستشارات الملزمة وترجموا ذلك بحجب الثقة عن حكومته، في حين لن يعدم “المستقبل” وسيلة من أجل تأليب الرأي العام السني على رئيس الحكومة وصولا الى إتهامه بالتنازل عن صلاحياته وبالسير في ركب التيار الوطني الحر وحزب الله.

ربما ضاق رئيس الحكومة ذرعا باقفال أبواب الدول العربية بوجهه، وباستمرار الحصار الأميركي، وبفقدان الأمل بالحصول على مساعدات مالية أوروبية ترتبط باصلاحات ما يزال عاجزا عن تنفيذها، وبالأزمة الاقتصادية وملف الكهرباء وإرتفاع الدولار وصولا الى الكورونا، فحاول ضرب عصفورين بحجر واحد لجهة التنصل من المسؤولية، وإرضاء العهد والتيار الوطني الحر بالهجوم على المستقبل.

في هذا الاطار، تقول مصادر مستقبلية: “نستغرب أن يأتي إستهداف الرئيس الشهيد رفيق الحريري من قبل دياب بعد إستقباله السفير السوري يوم أمس الأول، علما أن قاله في جلسة مجلس الوزراء، يؤكد إرتباكه بحجم الأزمة، وفشله في إيجاد الحلول لها، وبأنه ليس الشخص المؤهل لقيادة البلد في هذه الظروف الصعبة، لذلك فقد سعى الى التنصل من المسؤولية ورميها على غيره”.


مواضيع ذات صلة:

  1. في لبنان.. من لم يمت بـ″الكورونا″ مات بغيره!!!… غسان ريفي

  2. الحريري الجديد.. صديق حزب الله؟!… غسان ريفي

  3. حراك سياسي يسطو على شعارات الحراك الشعبي!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal