جلسة مخيّبة للحكومة: ترمي عجزها على الآخرين… عبد الكافي الصمد

لافتة كانت جلسة مجلس الوزراء التي عقدت يوم أمس في القصر الجمهوري في بعبدا، نظراً لما تضمّنته من مواقف وقرارات إتخذتها وتدعو إلى الغرابة، ما طرح تساؤلات عديدة حول ″الصدمة الإيجابية″ التي قالت الحكومة إنّها ستحدثها في البلاد لإشعار اللبنانيين أنّ حكومتهم تهتم بهم فعلاً وليس قولاً، وأنّ هذه الحكومة مختلفة شكلاً ومضموناً وممارسةً عن الحكومات السابقة، عدا عن تساؤلات أخرى حول هل بهذا الشكل الذي خرجت به جلسة مجلس الوزراء أمس ستعالج “حكومة مواجهة التحدّيات”، كما وصفت نفسها، القضايا الشائكة التي يغرق بها لبنان منذ أشهر؟

وفق البيان الرسمي الصادر عن الحكومة بعد اجتماعها أمس، تبين أن الجلسة إتخذ فيها ثلاث قرارات فقط: الأول ضبط حركة الطيران والسفر مع الدول التي تشهد تفشّي فيروس كورونا، واقتصار الرحلات منها وإليها حسب الحاجة الملحة، إضافة إلى توقيف الرحلات الدينية، أما القرار الثاني فهو “الموافقة على الاستعانة بالإستشاري المالي (lazard) والإستشاري القانوني (Cleary Gottbieb)، لتقديم خدمات إستشارية للحكومة، ومواكبة القرارات والخيارات التي سوف تتخذها في إطار إدارة الدين العام، بينما كان القرار الثالث “شراء مبيد لمكافحة الجراد على برنامج المناقصات للعام 2020.

هذه القرارات، الثلاثة، طرحت ملاحظات عن أداء الحكومة، أبرزها:

أولاً: منذ نيلها ثقة مجلس النواب في 11 شباط الجاري، ما تزال المراوحة والتردّد السمة الرئيسية لأداء الحكومة، فهل يعقل وسط الأزمات العديدة والمتشعبة التي تعاني منها البلاد أن تقتصر جلسة الحكومة على اتخاذها 3 قرارات فقط، هل ليس هناك مواضيع تستحق أن تتخذ الحكومة قرارات بشأنها، أم أن تحويلها إلى اللجان ـ مقبرة المشاريع ـ يجعل الحكومة تظنّ أن القرارات قد سلكت طريقها إلى التنفيذ؟.

ثانياً: المضحك المبكي في قرارات الحكومة توجهها لشراء مبيد لمكافحة الجراد، الذي تفيد معلومات أنه قد يصل إلى لبنان، بعد وصوله إلى الأردن قادماً من السعودية، في وقت تعجز فيه الحكومة عن معالجة فيروس كورونا، وكذلك عن عدم تأمين الحكومة أدوية للأمراض المستعصية، كالسرطان وخصوصاً للإطفال، إذ تفيد معلومات بأن بعض الأدوية المتوافرة في السوق المحلية مزوّر!.

ثالثاً: بدل الإلتفات إلى قضايا النّاس ومشاكلهم، ومعالجتها بأقصى سرعة لأن الوقت بات سلاحاً ضدّ الحكومة ولا يعمل لصالحها، وجّه رئيسها حسّان دياب إتهامات إلى “جهات ـ لم يسمّها، ولكنه يقصد بكلامه تيّار المستقبل ـ تحرّض على البلد، وتحاول قتل كل أمل بإنقاذه وتخفيف الضرر عن اللبنانيين، الذي تسببت به ممارسات على مدى 30 سنة”، وهو ليس أول موقف له ينتقد به التيار الأزرق، ما استدعى من كتلة المستقبل النيابية، بعد اجتماعها أمس إلى الردّ عليه بأن “الكلام الذي نقل عن رئيس الحكومة حول البدء بمعالجة تراكمات 30 سنة من السياسات الخاطئة، هو كلام مرفوض، وكأنّ تيّار المستقبل كان في المعارضة وليس على رأس السلطة لأكثر من عقدين ونصف.

رابعاً: إتهم رئيس الحكومة جهات، لم يسمّها أيضاً، بأنّها تحرّض في الخارج ضدّ لبنان لمنع الدول الشقيقة والصديقة من مساعدته مالياً ومنعه من الإنهيار”، متناسياً أنّ هذا “التحريض” لا يجدي نفعاً إذا كانت الحكومة تملك فعلياً خطة للإنقاذ، وتعمل عليها ليل نهار، وأّن كسب ثقة الخارج، العربي والدولي، لا يكون بالأمنيات والمواقف السياسية الإنشائية، بل بالعمل الجدّي الذي ما تزال الحكومة قاصرة عنه.


مواضيع ذات صلة:

  1. زيارات دياب الخارجية تربكه: دولٌ تُحرجه ودولٌ تتجاهله… عبد الكافي الصمد

  2. خلاف المستقبل ـ القوات: حكومة دياب المستفيد الأوّل… عبد الكافي الصمد

  3. الباب السّوري مخرجٌ لأزمات لبنان الإقتصادية.. هل تطرقه حكومة دياب؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal