لوين يا مروان ع مهلك… غسان ريفي

قاسيا وحزينا ومؤلما ومفجعا كان خبر الرحيل..

مروان ولي الدين صاحب الوجه الصبوح، المتميز بدماثة الخلق وطيب المعشر والكلام المنمق والابتسامة الدائمة يغادرنا بشكل صادم وصاعق ومن دون إستئذان تاركا في قلوبنا نيرانا مشتعلة لن تستطيع أمطار شباط إخمادها..

قد لا توجد صفة حسنة إلا وجمعها مروان في شخصيته التي صقلها والده أستاذنا الراحل محمد ولي الدين والمنبثقة عن مكارم الأخلاق، فالرجل الهادئ الرصين المخلص لأهله والمحب لعمله، كان مثالا يُحتذى في الجد الاجتهاد، ونموذجا ونبراسا لأبناء جيله.

قد تخوننا الكلمات في حق مروان الذي نذر نفسه لخدمة الناس، ضمن المصرف حيث كان يعمل ويسعى الى تخليص معاملات المودعين والزبائن بسرعة وهدوء وبابتسامة تأسر القلوب، فبنى علاقات طيبة مع الكثيرين الذين وجدوا فيه مثال الصديق الصدوق والأخ الناصح.

مروان.. لقد بكّرت جدا في الرحيل، لكن ربما وجدت أن هذا العالم لم يعد يشبه ما تختزنه من حب وعطاء ومودة وأخلاق، وربما ضاق بك العيش في وطن يقتل أبناءه على الطرقات، ويجوّع عائلاته، ويدفع مواطنيه الى الانتحار، فلبيت نداء الله، وإخترت الرحيل الى حيث الصدق والنور عند مليك مقتدر..

لوين يا مروان ع مهلك.. أيها الطيب وإبن الطيب، فالقلوب تكاد تنفطر حزنا على فراقك، والافئدة تهوي ألما وحسرة، ولم يعد هناك سوى ذكراك التي ستبقى تستوطن القلوب، لأنك المثل والمثال للصدق والاخلاص والوفاء، وبالرغم من الرحيل المؤلم والمفجع، لا نملك إلا التسليم بقضاء الله، ولا نقول إلا يرضي ربنا وإننا على فراقك لمحزونون.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

صُليَ على جثمان الشاب مروان ولي الدين عقب صلاة الظهر من يوم الاثنين 17 شباط في مسجد طينال.

أسرة “سفير الشمال” تتقدم بأحر التعازي من عائلة الفقيد لا سيما من الصديقين نائل ووسام ولي الدين سائلة الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمهم الصبر والسلوان.

Post Author: SafirAlChamal