مسرحية الثقة بإخراج ضعيف.. إحتضان سياسي يُنقذ دياب من السقوط!… غسان ريفي

لم تأت جلسة الثقة يوم أمس بجديد، فمن كلّف حسان دياب وأسقط أسماء الوزراء على حكومته أكمل معروفه بمنح الثقة، بغض النظر عن البيان الوزاري الانشائي ـ الفضفاض الذي تضمن خطيئة خطة الكهرباء، وتجاهل مطلب أكثرية الشعب اللبناني باجراء إنتخابات نيابية مبكرة، وأماني الأمهات اللبنانيات بمنح الجنسية لأولادهن.

بالأمس حوصر مجلس النواب باعتراضات المحتجين الذين فرضوا حالة إرباك غير مسبوقة أرخت بثقلها على جلسة الثقة التي إنطلقت بسجال حول تأمين النصاب القانوني، وتم تقصير زمنها من يومين الى يوم واحد، وتقليص عدد كلمات النواب فيها من 43 الى 17، وذلك لقناعة الرئيس نبيه بري بأن رفع الجلسة الى اليوم التالي فيه مخاطرة من العيار الثقيل في ظل حالة الغضب التي تجتاح المواطنين خارج المجلس، فأراد إتمام “مهمته” في تأمين منح الثقة للحكومة في يوم واحد وبأقل الخسائر الممكنة.

يمكن القول إن مسرحية الثقة كانت بإخراج ضعيف، وبجمهور يضرب الممثلين فيها بالبيض والحجارة لسوء آدائهم، وهي تضمنت مشاهد عدة أبرزها: قمع المحتجين في الشوارع بـ وابل من القنابل المسيلة للدموع، تهريب النواب الى البرلمان وإدخالهم خلسة، غياب 44 نائبا عن الجلسة، محاولة تلميع صورة حسان دياب عبر بعض المكلفين من النواب، إحتضان سياسي واضح لحكومة “اللون الواحد” أنقذها من السقوط، إرتباك، كركبة، تناقضات، سجالات، كلمة غير متوازنة لرئيس الحكومة حسان دياب، ومن ثم  ثقة بـ 63 صوتا أي بأقل من نصف عدد مجلس النواب.

لم يستمع كثيرون الى كلمات نواب التيارات السياسية التي قامت بتشكيل الحكومة لأن مضمونها كان عبارة عن تحصيل حاصل، لكن شدّهم بعض الذين حجبوا الثقة وخصوصا النائب جهاد الصمد الذي غرد خارج سرب اللقاء التشاوري وأعطى في كلمته وصفا دقيقا للحكومة وأكد أنها لا يمكن أن يعوّل عليها في مواجهة التحديات، وكذلك النائب سليم سعادة الذي دفع ثمن إصراره على المعارضة من داخل مجلس النواب، إعتداء وجد إستنكارا عارما وتضامنا مع نائب لطالما صدح بوجع الناس ولفت أنظار اللبنانيين بوضعه النقاط على الحروف، وكذلك نواب القوات اللبنانية، والنائب ميشال معوض.

لكن المشهد الأسوأ في مسرحية الثقة، تأليفا وتمثيلا وإخراجا كان في كلمة الرئيس حسان دياب بعد إنتهاء كلمات النواب، والتي كان لها وقعا سيئا جدا على كثير من اللبنانيين.

حاول دياب إقناع اللبنانيين بأن حكومته تضم مستقلين وإختصاصيين متناسيا أن التكليف والتأليف أظهرا عكس ذلك تماما، كما أظهر عاطفة مكشوفة تجاه المحتجين الذين كانوا يلملمون جراحهم نتيجة إعتراضهم عليه وعلى حكومته وعلى الثقة التي ستمنح له، وكذلك لم يفلح في إيجاد شرخ بين المتظاهرين بتقسيمهم الى فئات.

وبدا دياب في رده وكأنه مرشح للانتخابات، فأضاع بعض الوقت في تعداد أقضية ومناطق لبنان بهدف نيل عطف أهلها، ما أزعج بعض النواب.

أما قمة الاستفزاز، فجاءت في تهديد واضح وصريح أطلقه دياب لجميع اللبنانيين، عندما هدد بالرواتب وبأموال المودعين بالمصارف، وبالكهرباء وبالأمن وبإحراق البلد “بكرة النار التي ستتدحرج إذا لم تقم القوى السياسية والحراك الشعبي وكل فئات الشعب اللبناني، بتأمين قوة دفع للحكومة”.

هذا الكلام دفع كثيرون الى التساؤل: هل حكومة حسان دياب هي لبداية الانقاذ أم لاستمرار الانهيار وصولا الى الخراب؟ والجواب جاء من الشارع الذي صرخ يوم أمس بأعلى صوت: لا ثقة..


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يُضحي سعد الحريري بـ″أمين عام المستقبل″ لانقاذ تياره؟… غسان ريفي

  2. هل ينجح ″الحراك″ في تعطيل جلسة الثقة؟… غسان ريفي

  3. ماذا يحصل في تيار المستقبل؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal