هل وصلت الرسالة اللاذعة للمطران عبد الساتر الى المسؤولين اللبنانيين؟… حسناء سعادة

وضع رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر اصبعه على الجرح النازف في لبنان، موجها رسائله التصويبية في اكثر من اتجاه، بجرأة ووضوح ووجهاً لوجه امام اعلى المسؤولين في الدولة اللبنانية من رئيس الجمهورية الى رئيس البرلمان الى رئيس الحكومة المنتظر ان تنال حكومته ثقة مجلس النواب خلال الساعات القليلة المقبلة ومعهم الوزراء والنواب ومتعاطي الشأن السياسي، متسائلا: الا يستحق عشرات الالاف من اللبنانيين الذين وثقوا بهؤلاء وانتخبوهم أن يبادروا إلى إصلاح الخلل في الأداء السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي، مؤكداً اننا تعبنا من المماحكات العقيمة ومن الاتهامات المبتذلة، متسائلاً إلا يحرك ضمائرهم نحيب الأم على ولدها الدي انتحر أمام نظرها لعجزه عن تأمين الأساسيات لعائلته.

مطران بيروت الاتي من قلب عين الرمانة، حيث منها انطلقت شرارة الحرب الاهلية، رأى ان كل من يشجع في خطابه على التعصب والتفرقة ليس زعيما وطنيا ولا مسؤولا صالحا، كما اعتبر ان من يحسب الوطن ملكية له ولاولاده من بعده ليس ايضاً بزعيم.

“ماذا تنتظرون؟” صرخة مدوية من مرجعية بيروت المارونية ومن داخل كنيسة مار مارون في الجميزة وفي يوم عيد شفيع الطائفة الذي عاش النسك والزهد بعيداً عن ترف القصور وشهوات هذا العالم، تضمنت دعوة الى التعاون بجدية ونظافة كف من اجل انقاذ وطننا من الانهيار الاقتصادي والخراب الاجتماعي والى المحاسبة بحرية وشفافية.

لم يوفر المطران عبد الساتر احدا “فشبابنا امام ابواب السفارات من دون ان يشكل ذلك حافزا لرؤساء الاحزاب والنواب والوزراء لوقف تقاذف التهم والمسؤوليات وتحقيق مكاسب هشة، والفقر والضيق والحرمان من أبسط مقومات العيش سمة الحياة في وطننا، محذراً من التوطين والتجنيس وان يفرغ البللد من ناسه”.

المطران عبد الساتر الذي اوضح ان “ما حدا بيقدر يحبس المي والناس متل المي الا ما تلاقي منفذ تنفجر منو والخوف ان ينفجر الشعب كله”، دعا الى “العمل مع الثوار الحقيقيين على ايجاد ما يؤمن لكل مواطن عيشة كريمة والا “الاستقالة اشرف”.

العظة اللاذعة للمطران عبد الساتر لامست عقول وقلوب اللبنانيين، الا ان المفارقة ان مقاربتها اختلفت بين حزب وآخر وسياسي وآخر فالتيار الوطني الحر رأى في العظة على لسان النائب زياد اسود اسقاطاً لما يسمى ثورة وثوار، فيما ذَكّرت النائب سيمون ابي راميا بخطاب القسم للرئيس عون، في حين رأى فيها النائب فريد البستاني خريطة طريق اجتماعية وسياسية وحياتية وتجسد قولا وفعلا تعاليم ابينا مارون.

من جهته اللقاء الديمقراطي وعلى لسان النائب هنري حلو اعتبرها كلاما مدويا يتوجه الى ضمير كل مسؤول متسائلا هل من يتعظ؟.

اما النائب فيصل الصايغ فتمنى ان تتوقف السلطة السياسية بجدية امام ما قاله لانه يعبر بصدق عن وجع الاكثرية الساحقة.

بدورها القوات اللبنانية دعت عبر الوزيرة السابقة مي شدياق الى الاتعاظ فيما النائب وهبي قاطيشا وجه له تحية كبيرة.

المطران عبد الساتر السائر على خطى البابا فرنسيس في خطابه التقدمي والذي كتب قبل ثلاثة اشهر تقريبا انه ثائر ثورة المسيح، عمد قبل اشهر قليلة الى بيع سيارات الابرشية كي تتمكن ابرشيته في ظل الاوضاع المعيشية الصعبة من الوقوف الى جانب ابنائها واصدر تعليماته لرؤساء مدارس الحكمة كي لا تشكل الاقساط المدرسية عائقا امام اي طالب راغب في العلم تكلم بالامس بلسان المواطن الموجوع والمقهور والمذلول في بلده فهل من يسمع؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. الناس بالطوابير أمام المصارف.. هل طارت مدخراتنا؟… حسناء سعادة

  2. ثلث الحكومة الضامن في عهدة الجنس اللطيف!… حسناء سعادة

  3. سليمان فرنجية الوفي لحلفائه.. قال كلمته ومشى!.. حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal