السير في طرابلس أشبه بالمهمة المستحيلة!… روعة الرفاعي

كي تجتاز مسافة تفصلك عن بيتك الى مقر عملك أو بالعكس أو الى أي مكان تقصده في طرابلس فانك بلا شك تحتاج الى هدر الكثير من الوقت على الطرقات جراء أزمات السير المتفاقمة والتي يعزوها البعض الى اقفال ساحة النور من كل المفارق، في حين يؤكد البعض ان أعمال الحفريات التي انطلقت منذ فترة طويلة في كل الشوارع هي السبب الحقيقي لأزمات السير.

وسواء كان السبب الأول أو الثاني، فان علامات استفهام كثيرة تدور في فلك عناصر الشرطة البلدية الغائبة بالكامل عن القيام بواجباتها تجاه المواطن والذي يشكو “مصيبته” بشكل يومي لا سيما عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وبالسؤال عن سبب غياب عناصر الشرطة سيما عند التقاطعات الرئيسية والتي تشهد على مدار الساعة طوابير من السيارات والتي ينتظر سائقوها لساعات بغية شق طريقهم باتجاه هدفهم، تأتي الاجابة: “أنه وفي ظل الظروف الراهنة تغيب عناصر الشرطة البلدية عن كل الشوارع خوفاً من أي مشكلة قد تحصل بينهم وبين الثوار”. وقد يكون “الجواب كافياً وشافياً” فيما لو كانت الأزمة حديثة العهد أي مع بداية الثورة، لكن طرابلس ومنذ سنوات طويلة وهي تشكو الكارثة نفسها ولطالما أتت التبريرات بالنقص الحاد في عناصر الشرطة البلدية والذي لم يجدوا حلاً له، واليوم يتذرعون “بقطع ساحة النور” متناسين أعمال الحفريات القائمة عند نقطة البحصاص والتي لم تنته منذ عدة أشهر، وهي التي تساهم في خلق المزيد من الأزمات لكن “على من تقرع مزاميرك يا داوود”؟؟!!.

حتى في عهد “الثورة” والمطالبة بالقضاء على الفساد السائد والمستشري في البلد وفي كل القطاعات، وفي الوقت الذي يشكو فيه المواطن من مشاكل متفاقمة ويرفع الصوت في سبيل ادخال التحسينات واصلاح ما أفسده الدهر في زمن الفوضى، وبالرغم من كل الحناجر التي بحت في سبيل المناداة بالتغيير، فإن طرابلس تشهد مزيدا من التراجع، وكأنها مدينة متروكة لقدرها، فيما أزمة السير تحولها الى منكوبة، خصوصا في ظل العمل على تضييق شوارعها من دون أي مبرر هندسي أو منطقي، ما يجعل المواطنين أسرى عنق الزجاجة في كثير من الشوارع والساحات التي إجتاحتها الأرصفة والوسطيات على حساب الطرقات المخصصة للسيارات ما يجعل السير في أرجاء المدينة خلال فترات النهار أشبه بالمهمة المستحيلة، ولا يقتصر الغياب في هذا المجال على عناصر الشرطة البلدية، بل إن حصور عناصر قوى الأمن الداخلي بات خجولا، ما يدفع كثيرا من الناس الى الفوضى في رصف سياراتهم أو الدخول عكس السير من دون حسب أو رقيب.

طرابلس الغارقة في بحر الاهمال والفوضى المستشرية تحتاج الى من يرفع عنها الظلم من خلال نشر شرطتها البلدية وقوى الأمن الداخلي لاعادة بعضا من الانتظام العام إليها، فكل الطرابلسيين وكل من يزور المدينة ينتقدون كيف ان عناصر الجيش اللبناني يلجأون أحياناً الى تنظيم السير، بل حتى المواطن بنفسه يقوم بهذا العمل وبالطبع لا لوم عليه نظراً لوجود معضلة تستوجب الحل.


مواضيع ذات صلة:

  1. سفير الشمال تنشر القصة الكاملة للعائلات المشردة في معرض طرابلس… روعة الرفاعي

  2. الميناء: عائلة ″كاخية″ تزف ولديها الى مثواهما الأخير.. وتصعيد في وجه البلدية… روعة الرفاعي

  3. كارثة ″أبو علي″ تتفاعل.. من ينقذ أصحاب البسطات؟… روعة الرفاعي


 

Post Author: SafirAlChamal