هل تلاحق ″لعنة الموازنة″ الحكومة الى جلسة الثقة؟… غسان ريفي

كان ″أول دخول حكومة حسان دياب شمعة طولها″، فالرجل الذي وعد بتأليف حكومة إختصاصيين من التكنوقراط والمستقلين، لم يستطع الوفاء بوعده تحت ضغط التيارات السياسية التي قامت بتسميته، فخضع لاملاءاتهم وشكل حكومة أطلق عليها الحراك الشعبي ″تكنومحاصصة.. من غير مستقلين ولا إختصاصيين″.

حكومة دياب التي تعهدت بالاصلاح والتغيير وإنقاذ الوطن من الأزمة الاقتصادية التي ترخي بظلالها القاتمة عليه وعلى الشعب اللبناني، سارعت الى تبني موازنة قديمة تشوبھا شوائب كثيرة إن إصلاحية أو لجھة أرقامھا المالية، كما أنها تعود لحكومة أسقطها الشارع إحتجاجا على ما فرضته ضمن موازنتها من ضرائب كان من شأنها أن ترهق كاهل المواطنين.

تشير المعطيات الى أن كتلة المستقبل النيابية تمكنت في جلسة الموازنة التي ساهمت في تأمين نصابها من إستدراج الرئيس دياب في أول إطلالة له على مجلس النواب الى المربع الذي تريده، حيث ألبسته موازنة يسعى الرئيس سعد الحريري لازاحتها عن ظهره وتحميل وزرها الى غيره، لذلك كان الاصرار من النائب بهية الحريري على أن تسمع من دياب شخصيا وخلال النقل التلفزيوني المباشر موافقته على تبنيها كما هي، بهدف إبعاد ضررها المباشر عن سعد الحريري الذي يبدو أن دياب يسعى الى إرضائه ضمن خطته الرامية لمهادنة كل التيارات السياسية بدون إستثناء لتأمين إنطلاقة هادئة لحكومته، وهو ما دفعه أمس الى توقيع الموازنة وإرسالها الى رئاسة الجمهورية.

من الواضح أن تبنى دياب لموازنة الحريري لن يمر مرور الكرام، وهو سيكون سببا في تحول هذه الموازنة الى “لعنة” ستلاحق حكومة دياب من الشارع الى جلسة الثقة، فالحراك المعترض على طريقة تشكيل حكومة دياب من سياسيين يرتدون أقنعة تكنوقراط ومستقلين، سيزداد غضبا على تبني موازنة أسقط الحكومة التي أعدتها في الشارع، الأمر الذي سيدفعه الى التحرك بقوة لمنع إنعقاد جلسة الثقة كرد مباشر على دياب الذي لم يلتزم معه في تشكيل حكومة مستقلين، ولم يبذل جهدا لاعداد موازنة جديدة كان من المفترض أن تكون نقيضا للموازنة التي تبناها.

أما على الصعيد السياسي وضمن المجلس النيابي وفي حال سمحت ظروف الشارع بإنعقاد جلسة الثقة، فإن حكومة اللون الواحد والموازنة التي لا تشبهها، سيكونان العنوانين الرئيسيين اللذين ستبني عليهما التيارات السياسية هجومها على الحكومة وصولا الى حجب الثقة عنها، حتى أن بعض مكونات الحكومة لا سيما التيار الوطني الحر بدأ يوحي بنفض يده منها حيث أعلن عضو تكتل لبنان القوي النائب آدي المعلوف لبرنامج “هلأ شو” مع الاعلامي جورج صليبي على قناة الجديد، أننا “سنتعامل مع الحكومة على القطعة فإذا أنجزت صفقنا لها وإذا أخفقت عارضناها”.

هذا الواقع يشير الى أن جلسة الثقة ستكون عاصفة، في الخارج على وقع حراك المحتجين الذين يسعون الى تعطيلها، وفي الداخل بانتقادات سياسية من شأنها أن تفاجئ حسان دياب بتيارات سياسية لا يمكن الركون إليها أو مهادنتها، وأن تمنعه بالتالي من تأمين إنطلاقة هادئة لحكومته.



مواضيع ذات صلة:

  1. هل ينجح ″الحراك″ في تعطيل جلسة الثقة؟… غسان ريفي

  2. ماذا يحصل في تيار المستقبل؟… غسان ريفي

  3. هل وجه الحريري رسالة الى جعجع من خلال جلسة الموازنة؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal