البطريرك الراعي أول الخارجين على الحراك!… مرسال الترس

فيما كان المواطنون يتعرفون على وزراء الحكومة الجديدة برئاسة المهندس حسّان دياب، وأهل الحراك يدّكون وسط العاصمة احتجاجاً، فوجئ المراقبون أن البطريرك الماروني بشارة الراعي قد رفع الصوت بوجوب اعطاء الفرصة للحكومة كي تقدم ما لديها قبل الحكم عليها!

فما هي المستجدات التي دفعت سيد بكركي الى هذا الخروج حاملاً عصاه لتصويب مستقبل المرحلة في خطوة لم يسبقه عليها أي من رجال الدين في لبنان الذين يلعبون دوراً رئيسياً في توجيه المواطنين من خلال عظاتهم وخطبهم؟ وهو الذي بادر الى منح الحراك الدعم المعنوي منذ اللحظات الأولى لانطلاقه في السابع عشر من تشرين الأول الماضي، رافعاَ الصوت عالياً في وجه أهل السلطة في أكثر من مناسبة لتصويب الأداء والسياسات الخاطئة قبل الانهيار الكبير؟.

فقد لاحظ المتابعون أن البطريرك الماروني وعشية صدور مراسيم الحكومة الجديدة وما تلاه، قد هاله مشاهدة عمليات “تخريب شبه منظم” لا أحد يدرك سقوفه تحت علم أهل الثورة. وكأن الهدف ليس أكل العنب من الدولة وانما تهديم الهيكل:

فالبطريرك الراعي الذي رأى مع إطلالة السنة الجديدة أن الممارسات السِّياسيَّة قد أوصَلَت الوطن إلى الهاوية وحرَمَت الناس بهجة العيد وأفرغت خزينة الدَّولة، لم يتوان عن دعوة أهل السلطة الى أن يكونوا صانعي سلام بدل هدم الدولة ومؤسساتها!.

والبطريرك الراعي الذي انتقد الاحتفاظ المستميت بالسّلطة ورفض تداولها استغرب علناً عدم ممارسة حكومة تصريف الأعمال لمسؤوليَّاتها!.

والبطريرك الراعي الذي هدّد بتسمية من يتغاضى عن ابقاء الاوضاع على ما هي عليه بانهم “أعداء للبنان”، إتهم المسؤولين بأنهم شوَّهوا معنى السّياسة وجوهرِها، وحملهم مسؤولية بلوغ الدين العام تسعين مليار دولار ومسؤولية صرف 18000 موظف في السنة المنصرمة!.

لذلك كله وعندما صُدم من الآثار السلبية على كل المواطنين جراء قطع الطرقات ومما جرى من عمليات تخريب ممنهج في اسواق بيروت، حذّر بشدة من تحول الثورة الى سلبية، ومن تحول الانتفاضة الى هدّامة، داعياً أهل الحراك لوجوب اعطاء الفرصة للحكومة كي تقدم ما لديها قبل الحكم عليها. وعدم اللجوء الى أعمال الشغب وتكسير الممتلكات العامة والخاصة وحرق الدواليب وقطع الطرقات، مذكراً بضرورة عدم التسرع بالتشكيك والرفض، متفهماً العودة للتظاهر والاحتجاج لأنه حقّ مشروع، إذا لم تقم هذه الحكومة بعملها! ولافتاً الى أن التغيير لا يحصل بلمحة بصر!.


مواضيع ذات صلة:

  1. آثار المحطات الساخنة للرغبات الاميركية في لبنان؟… مرسال الترس

  2. التأرجح بين التفاؤل والتشاؤم يدفع البعض للانتحار!… مرسال الترس

  3. الاصلاح يستوجب إطاحة رؤوس مسؤولة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal