التحالفات بين الإلتزام والوفاء… والتبعية العمياء… عبدالله خالد

وأخيرا بعد مخاض عسير كاد يربك التحالفات بين مكونات الوطن السياسية والإقتصادية والإجتماعية أبصرت حكومة د.حسان دياب النور مبشرة بإمكانية حصول تغيير جاد في التعامل أو على الأقل وضع الأسس الكفيلة بإمكانية تحقيقه مع الوقت رغم الصعوبات التي يمكن أن تعترضه من قبل قوى ما زالت فاعلة بعد تمترسها وراء تناقضات كثيرة بدأت تحول المجتمع اللبناني إلى ساحة تناقض عنصري يعيق إرهاصات بلورة تيار عابر للطوائف والمذاهب والمناطق أفرزه الحراك الشعبي العفوي والسلمي – في أيامه الأولى على الأقل – قبل أن تجتاحه بعض قوى السلطة وتحرفه عن مساره الطبيعي المتجسد في تبني المطالب المحقة والمشروعة لمكونات الوطن وفي مقدمتها الفقراء الكادحين وذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى التي تكاد أن تندثر.

والواقع أن المئة يوم للحراك الذي شهدته ساحات المدن اللبنانية أفرزت متغيرات كثيرة ساهمت في شرذمته بدلا من أن تسهم في توحيد مكوناته التي تتطلب وجود قيادة جامعة تحظى بثقة المنتفضين وتضع برنامج عمل مرحلي يسرع عملية الإنتقال إلى مرحلة إنقاذ الوضع الإقتصادي- المالي- الإجتماعي عبر اعتماد رؤيا إقتصادية متكاملة تقلص الإقتصاد الريعي وتبدأ مسيرة الإقتصاد المنتج الذي يقدم قيمة مضافة للإقتصاد الوطني بالتزامن مع اعتماد المواطنة المستندة إلى دولة مدنية ديمقراطية تحقق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين.

لقد أدى هذا الوضع الملتبس إلى تحول الحراك إلى مجموعة حراكات دفعت بعضها إلى تبني خيار العنف بعد أن طالت مدة التكليف الذي أوحى بإمكانية وصول الرئيس المكلف إلى خيار الإعتكاف وأعطى الأمل بإمكانية عودة الرئيس الحريري التي يفرضها استمرار العنف.

ومع استمرار المفاوضات بين أطراف الخيار الواحد عبر تمسك كل طرف بشروطه ازداد الوضع تعقيدا الأمر الذي دفع البعض إلى الترحم على بعض القيادات التي شهدتها الساحة السياسية في مراحل سابقة والتي كانت تقدم مصلحة الوطن على مصالحها الذاتية وتسعى لإيجاد قواسم مشتركة تصلح لأن تشكل مدخلا لحلول ممكنة تعترف بالأزمة وتجهد لتطويق مضاعفاتها في إطار تمتين عرى التحالف بين طرفي الفريق الواحد كخطوة على طريق تناسي الخلافات الهامشية والتركيز على السبب الحقيقي للصراع.

وهكذا تم استذكار الدور البارز الذي لعبه الرئيس الشهيد رشيد كرامي بالتعاون مع الرئيس المميز فؤاد شهاب في أعقاب انتفاضة 1958 والدور الذي لعبه ضمير لبنان سليم الحص بالتعاون مع الرئيس الياس سركيس والدور الإستثنائي الذي لعبه الرئيس المقاوم إميل لحود… وهكذا بدأ التفكير الجدي بإيجاد حلول تنهي التمترس لأعضاء الفريق الواحد في خنادق متكاملة.

لقد أدى هذا الوضع إلى طرح سؤال مركزي حول ما إذا كان تحالف الأطراف التي سمت الرئيس دياب هو تحالف جدي أم تحالف مصلحي يستغله البعض لفرض إرادته على الآخرين. وكان لابد من حصول فرز ما بإتجاه مواقف جذرية تؤكد طبيعة التحالف ومدى تماسكه.

وهكذا برز موقف لافت للوزير السابق سليمان فرنجية استعاد فيه موقفه المبدئي حين كان يكفي مجرد حضوره جلسة الإنتخاب ليصبح رئيسا للجمهورية ولكنه قرر عدم الحضور حفاظا منه على حلفه المبدئي مع المقاومة والذي استعاده بالأمس حين أكد تحالفه المتين مع المقاومة ولكن ليس على حساب كرامته لذلك فإنه يفضل الإنسحاب مرة أخرى مع إعطائه الثقة للحكومة الجديدة حفاظا منه على وحدة الموقف مع محور المقاومة. وهذا ما أكده الحزب السوري القومي الإجتماعي في بيانه الذي صب في نفس الإتجاه.

لقد أدى هذا الموقف إلى تبدل حقيقي في عملية التشكيل أكد أن مرتكز التحالف ينطلق من الإلتزام بالهدف والوفاء للحلفاء دون أن يعني هذا تبعية عمياء… وهكذا زالت العقد وأبصرت الحكومة النور.


فيديو:

  1. بالفيديو: احراق قبضة الثورة

  2. بالفيديو والصور: جدار فصل يحول بيروت الى سجن

  3. بالفيديو: أسئلة نارية تُحرج باسيل في دافوس.. المقابلة كاملة

  4. بالفيديو: شاهدوا لحظة تحطيم مكاتب تاتش

  5. بالفيديو: الاعتداء على فريق عمل الـ إم تي في

  6. بالفيديو والصور: محتجون يصعدون امام مصرف لبنان في طرابلس

  7. بالفيديو: محتجون يقتحمون مركز جمارك العريضة.. والجيش يتدخل


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal