ريا الحسن تستفز الصحافيين.. عذر أقبح من ذنب

خاص ـ سفير الشمال

نفضت وزيرة الداخلية ريا الحسن يدها من الاعتداء على الصحافيين ليل أمس، بالرغم من “الهمجية” التي رافقت هذا الاعتداء الذي لا يليق بلبنان كبلد للحريات، ولا بالوزيرة الحسن التي كان يمكن أن تتعاطى مع هذا الأمر بمسؤولية أكبر، ولا بقوى الأمن الداخلي التي من المفترض أن تعرف الصحافيين من المحتجين.

كل الأعذار التي قدمتها ريا الحسن كانت أقبح من ذنب، فالصحافيون ليسوا مكسر عصا، ولا يحق لعناصر قوى الأمن الداخلي أن يعتدوا عليهم إذا ما كانوا تعبوا من آداء مهماتهم في التصدي للمتظاهرين، أو شعروا بالخطر أو بالاحباط، بل كان يفترض بالعناصر الأمنية أن يحددوا هدفهم وأن يفرقوا بين مخربين ومتظاهرين سلميين وصحافيين يمضون ساعات الليل والنهار لآداء رسالتهم السامية في نقل الصورة والخبر الى العالم أجمع.

عن قصد أو عن غير قصد، فقد إستفزت وزيرة الداخلية ريا الحسن الاعلاميين والصحافيين والمصورين الى أقصى حد خلال إعتصامهم اليوم أمام وزارة الداخلية إحتجاجا، فبدل أن تعتذر منهم وتتخذ الاجراءات المسلكية بحق المسؤولين عن هذا الاعتداء، أكدت أنها لم تعط أي أمر بالاعتداء على الصحافيين، ما طرح سؤالا محوريا لجهة: هل من أحد غير معاليها قادر على إعطاء الأوامر في وزارتها؟، فضلا عن تأكيدها بأنها “تمضي ساعاتها الأخيرة في الوزارة، ولنرى الوزير الجديد كيف سيتعاطى مع المتظاهرين”، وفي ذلك إنسحاب واضح من المسؤولية.

كل ذلك، دفع كثير من الصحافيين والمصورين الى صب جام غضبهم على وزيرة الداخلية والعناصر الأمنية، معتبرين أن “ما حصل هو إعتداء لا يمت الى مناقبية قوى الأمن بصلة، وأنه مهما تكن الأسباب والمسببات فإنه لا يجوز التعامل بهذه الهمجية مع ممثلي وسائل الاعلام”، رافضين ما يساق بأن “العناصر الأمنية لم تكن تعرف أنها تعتدي على صحافيين، خصوصا أن كل الصحافيين يحملون الكاميرات والميكروفونات ويضعون الخوذات ومنهم من يرتدي البزات المكتوب عليها صحافة، ما يعني أن لا عذر لكل معتد على الجسم الاعلامي ومن المفترض أن يدفع الثمن غاليا”، كما لا عذر لوزيرة الداخلية في أن تغطي على إعتداءات من هذا النوع، إلا وفق قاعدة “يا رايح كتر ملايح”.

أما الطامة الكبرى فكانت في نقيب الصحافة عوني الكعكي الذي حاول القيام بـ بروباغندا إعلامية، فترك الصحافيين خلال إعتصامهم في الشارع، وإنتقل الى مكتب وزيرة الداخلية، ثم خرج معها في محاولة منه لأن يركب الموجة، لكن كثيرا من الصحافيين واجهوه ورفضوا أي كلام  أو موقف يمكن أن يصدر عنه، معتبرين أنه لا يمثلهم.

Post Author: SafirAlChamal