هل وقع العهد في فخ تعطيل طويل الأمد؟… مرسال الترس

ما شهدته البلاد صباح أمس الثلاثاء من تحركات احتجاجية في الشارع أطلق أهل الحراك عليه تسمية “اسبوع الغضب” وسط تصعيد وتحديات مقلقة، دفع العديد من المراقبين الى الاستنتاج بان عهد الرئيس ميشال عون قد وقع فعلاً في لجّة تعطيل طويل الأمد، كانت دوائر خارجية قد أعدت العدة له منذ فترة ليست بوجيزة، وذلك عقاباً له على التقارب والتماهي مع المقاومة التي تقلق راحة العدو الاسرائيلي.

فما هي بوادر ذلك التعطيل غير المحدود الأفق؟

أولاً: استقالة مفاجئة للرئيس سعد الحريري في لحظة تحوّل، ومن دون أي تنسيق مع سيد العهد الذي اعتبر أن ذلك قد أسقط الى غير رجعة ما جرى الاتفاق عليه في العاصمة الفرنسية قبل ثلاث سنوات، لا بل أنه وضع ما يشبه الفيتو على عودة الحريري الى السراي الحكومي على خلفية عدم الوفاء. وقيل حينها أن الحريري قد أدار أذن شروطه واستقالته الى نصائح أميركية وغربية كانت تضع الخطط لادخال العهد في دوامة من قض المضاجع التي لا تسمح له بالتقاط الانفاس!.

ثانياً: تحميل مسؤولية التاليف لشخصية اكاديمية لديها مسؤوليات قيادية في الجامعة الاميركية في بيروت، من أجل تشكيل حكومة متخصصة يعمل افرادها على استنباط الحلول. ولكن تبين من مسار المشاورات ان ما كان العهد متخوفاً منه من خلال التعاطي مع الرئيس الحريري، بانت ملامح أشد وطأة مع المهندس المكلف خصوصاً من خلال السجالات التي تم نشر غسيلها عبر التصريحات او التسريبات التي صدرت عن قصر بعبدا او عن تلة الخياط حيث منزل الرئيس حسان دياب، لجهة عدم التساهل ولو قيد أنملة في صلاحيات الرئاستين الأولى او الثالثة. مما ولّد قناعة لدى المتابعين ان لا شيء يوحي بقرب صدور التشكيلة الحكومية بعد شهر على التكليف. لا بل قد تكون بعيدة اكثر من المتوقع، اذا ما واصلت العقليات المتحكمة بالتأليف بنفس الوتيرة. فيما البلاد تمر بأسوأ أزمة اقتصادية ومالية منذ تم وضع أسس الدولة قبل مئة عام!.

وإزاء الخوف من أن تكون هناك قطبة مخفية لها قواسم مشتركة بين ما حصل مع الحريري ودياب ومع الوضع المتفاقم سياسياً والخانق مالياً واقتصادياً بدون أفق. اقتنع الكثيرون ان العهد قد وقع في فخ تعطيل مسيرته الى آجال مفتوحة قد ترافقه الى آخر أيامه، بين حكومة تصريف أعمال مصابة بطرشٍ لا شفاء منه، وحكومة متعثرة الولادة وتحتاج لاكثر من عملية قيصرية وسط ظروف دقيقة جداً. والمطلوب تضافر كافة الجهود لاستيلاد حلول طارئة تخرج لبنان واللبنانيين مما رُسم لهم، لأن المنطقة انزلقت الى ازمة لا يستطيع أحد تصوّر خواتيمها!