الانتحار في لبنان.. أرقام مخيفة والسلطة في كوكب آخر!… أحمد الحسن

بعد الانتحارين الشهيرين اللذين شهدهما لبنان وهزا الرأي العام اللبناني في عام 2019 وأقدم عليهما جورح زريق الاب الذي أحرق نفسه في مدرسة اولاده نتيجة للظروف الصعبة التي حالت دون امكانه دفع أقساط المدرسة، وناجي الفليطي الذي شنق نفسه بمنزله في عرسال بعد ان طلبت منه ابنته مبلغ الف ليرة لم يكن يملكه، وغيرها من حالات الانتحار ومحاولاتها، فإن بداية عام 2020 لم تكن أفضل من 2019 حيث سجل في اليومين السابقين انتحار 4 اشخاص، اضافة الى عدد من محاولات الانتحار التي لم تنجح أو احبطتها عناصر الدفاع المدني.

لا شك في ان اسباب الانتحار في لبنان باتت معروفة وجميعها يدور في فلك الازمة الاقتصادية الصعبة التي تثقل كاهل المواطنين الذين يعانون الامرين والمآسي في حياتهم اليومية، حتى اصبح خبر الانتحار مادة مألوفة وغير مفاجئة، خصوصا أن عمليات الانتحار في تزايد مستمر عاما بعد عام، وذلك وفق الارقام التي كشفتها “الدولية للمعلومات”، حيث أشارت الى أن متوسط عدد حالات الانتحار سنويا في لبنان من 2004 إلى2007 بلغ 60 حالة، في حين ارتفع الى 103 حالات في 2008 وتابع الارتفاع فوصل إلى: 111 حالة في 2013، 128 حالة في 2016، 143 حالة في 2017، 155 حالة في 2018، وحتى أيلول 2019 بلغ 105 حالات.

كما اشارت “الدولية للمعلومات” الى ان درجة لبنان هي 160 من 183 دولة وليتوانيا رقم 1 وروسيا رقم 2 واليابان رقم 14، ما يظهر ان لبنان افضل مما يظنه البعض ولكن الارقام ترتفع بشكل كبير، وهذا هو ما يخيف المتابعين خاصة بالنسبة لبلد صغير بمساحته وعدد سكانه مثل لبنان.

وفي الوقوف عند مرتبة لبنان بين الدول من ناحية معدل الانتحار، يخيل للكثير ان المواطن في لبنان يعيش في بحبوحة ما يبعده عن تجرع هذا الكأس، ولكن العكس هو الصحيح فالشخص في لبنان لا ينتحر الا اذا اغلقت بوجهه جميع الابواب اما في الدول الاخرى المتصدرة لمعدلات الانتحار فإن مواطنيها يقدمون على هذا الفعل لاي سبب حتى وان كان بسيطا.

يقول متابعون: لا يمكن ان ننسى ما حصل عندما بدأ الناس يفقدون الامل ويهددون بالانتحار، وكيف اصبح اللبنانيون يساعدون بعضهم البعض للسيطرة على هذه الحالات وتجاوز الازمات المعيشية، ولكن لا يغيب عن بال احد ايضا ان الشباب في لبنان ضاق ذرعهم بالسياسات المتبعة والادارة السيئة لشؤونهم وبما وصلوا اليه  من اوضاع اقتصادية وحياتية ومعيشية ومالية صعبة تعصف بهم يوميا، الامر الذي قد يدفعهم الى الانتحار، وما يزيد الطين بلة هو أن اللبنانيين لم يشعروا بأي تغيير إيجابي بعد إنطلاق ثورة 17 تشرين الأول، ما يمكن ان يعطيهم املا في غد افضل يطمحون اليه،  لكنهم يفاجأون يوما بعد يوم أن الأمل مفقود الى حدود العدم، في ظل سلطة تعيش في كوكب آخر بعيدا عن هموم ومطالب شعبها.


فيديو:

  1. فيديو جديد.. هكذا استكشف السارق منزل نانسي عجرم قبل الحادثة

  2. بالفيديو: سائق يدهس المحتجين ويمر بالقوة

  3. بالفيديو: المحتجون يستهدفون سياسيا جديدا في احد المطاعم

  4. بالفيديو: اشكال بين مواطنين وعمال في مطعم.. وسامي فتفت يوضح

  5. بالفيديو والصور: عائلات فقيرة طردوا من منازلهم في خيم داخل معرض رشيد كرامي

  6. بالفيديو: منع يوسف فنيانوس من الدخول الى احد المطاعم

  7. بالفيديو: مسلّحون يسرقون 3 محلات


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. طرابلس تحت الحصار.. من يمنع ″بنزين الدولة″ عن منشآتها؟… أحمد الحسن

  2. الفتنة تتنقل.. هل دخل ″الطابور الخامس″ الى عكار؟… أحمد الحسن

  3. تفلت أمني وإقتصادي.. من يتحمل المسؤولية؟… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal