ما هي الآثار الايجابية والسلبية لوسائل التواصل الإجتماعي على الثورة؟… عزام ريفي

لا شك في أن وسائل التواصل الإجتماعي بشتى أنواعها وأشكالها أصبحت اليوم جزءاً أساسيا في حياة المواطنين، ومصدر معلومات للكثيرين منهم، حيث حولت العالم بأسره الى قرية كونية وباتت المنافس الأخطر، بل البديل الفعلي للكتب والمنشورات والصحف والتلفزيونات، حيث أنه وبكبسة زر يمكن لأي شخص في العالم ايصال أي فكرة، رأي، صورة، أو مقطع فيديو للملايين من الناس في العالم، أو البحث عن أية معلومة معينة، أو الإطلاع على الحياة الشخصية لأي شخص حتى وان كان في آخر بقاع الأرض.

لا يختلف اثنان على أن وسائل التواصل الإجتماعي وعلى رأسها الواتساب، الفايسبوك والتويتر لعبت دوراً أساسياً في ثورة 17 تشرين الأول والتي أزالت كل الأقنعة، وأحرجت وأربكت السلطة في آن، وأظهرت أن مستقبل البلد مظلم ولا يبشر بالخير.

فبالاضافة الى الشارع الذي كان النبض، والشريان الأساسي لهذه الثورة وحمل أوجاع وهموم الناس، وشكل في بعض الأحيان ضغطاً حقيقيا على السلطة اسفر عن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، فقد كان لوسائل التواصل الإجتماعي آثاراً كثيرة منها الإيجابية ومنها السلبية.

فمن الناحية الايجابية، كان لوسائل التواصل الإجتماعي دوراً مهماً في تحريك الشارع وتأجيج الثورة وبث الشعارات وتعميمها، كما شكلت منبراً استخدمه الكثيرون للتخطيط لمسيرات هادفة، وللاتفاق على نقاط التقاء معينة للثوار، وللإضاءة على حالات اجتماعية وانسانية حرجة، ولحث الناس على تقديم العون والمساعدة لها، إضافة لكونها شكلت منصة ملائمة لأي شخص يريد التعبير عن رأيه بكل حرية ومن دون ضوابط عن أي حدث أو شخصية سياسية، ونشر المعلومات المفيدة التي تصب في مصلحة الثورة والثوار.

أما بالنسبة للسلبيات فيمكن القول أنها تفوق الايجابيات، فحرية التعبير عن الرأي التي توفرها وسائل التواصل الإجتماعي لأي شخص تعد سلاحا خطيرا ذو حدين، فكما أنها تلعب دوراً في توعية الناس وعرض معلومات مفيدة أمامهم، يمكن لهذه التكنولوجيا أن تشعل فتيل فتنة ليس من السهل إخمادها خصوصا في بلد يُعد تنوع الطوائف والمذاهب فيه نقمة بدلاً من أن يكون نعمة، وأكبر مثال على ذلك هو الفيديوهات المسيئة التي انتشرت في الآونة الأخيرة وكاد أن تشعل البلد وتدخله في نفق مظلم لا مخرج له.

يضاف الى ذلك، إستخدام البعض لوسائل التواصل الإجتماعي من أجل بث أخبار كاذبة وشائعات مغرضة في أوقات حساسة، ليتبادلها الناس من دون وعي فيما بينهم مستخدمين الواتساب في الدرجة الأولى من دون التحقق من مصداقيتها وهي قد تؤدي الى عواقب وخيمة على المجتمع ككل أو تجاه فئة معينة منه، فضلا عن إفساحها المجال أمام كل المواطنين ومن مختلف الفئات والمهن والمستويات العلمية ليكونوا صحافيين أو محللين سياسيين أو مخططين عسكريين، وصولا الى بعض “الفلاسفة” الجدد الذين يطرحون أفكارا ومبادئ وتحليلات ما أنزل الله بها من سلطان.

يمكن القول أن وسائل التواصل الإجتماعي لعبت دورها الذي من المفترض أن تلعبه على أكمل وجه في ثورة تشرين، كونها شكلت المساحة الملائمة للجميع للتعبير عن آرائهم إيجابية كانت أم سلبية، وعن أوجاعهم، هواجسهم ومخاوفهم، فهل ستكون هذه الوسائل الفتيل الذي سيشعل الثورة مجددا في الأيام القليلة المقبلة.؟


فيديو:

  1. بالفيديو: العارضة الاميركية (العارية) تتسلق إهرامات مصر

  2. بالفيديو: سرقة ″سيخ شاورما″ من احد المطاعم اللبنانية

  3. بالفيديو: لحظة سرقة صيدلية في طرابلس

  4. بالفيديو: سقوط سقف منزل على سيدة في طرابلس

  5. بالفيديو: احتكاك يشعل عاموداً كهربائياً

  6. بالفيديو: صعوبات في اخماد حريق معمل الرينغو

  7. فيديو: ناصيف زيتون يتعرض لهجوم في حفله في ألمانيا


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. طرقات لبنان هي الأسرع نحو الموت… من المسؤول؟… عزام ريفي

  2. ثورة شعب ضد السلطة.. أم ثورة سلطة ضد الشعب؟… عزام ريفي

  3. لهذه الأسباب تراجع عدد المعتصمين في ساحة الثورة بطرابلس!… عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal