ليلة القنابل في طرابلس

خاص ـ سفير الشمال

إستعاد أبناء طرابلس ليل أمس أجواء التوترات التي كانت تسيطر على مدينتهم قبل إنطلاق الخطة الأمنية في أول نيسان من العام 2014، حيث بدا واضحا أن هناك من لا يزال ينظر الى الفيحاء على أنها صندوق بريد يستخدم عندما تدعو الحاجة بهدف تحقيق مصالحه السياسة ومكاسبه الشخصية.

عاث المخربون فسادا في شوارع طرابلس أمس، فقطعوا الطرقات وعزلوا المدينة عن محيطها وقطّعوا أوصالها، وأشعلوا الاطارات وأحرقوا مستوعبات النفايات، وروّعوا الطرابلسيين باطلاق النار عشوائيا وأرعبوهم بإلقاء 11 قنبلة يدوية، وإسترجعوا أجواء، عمل أبناء المدينة على مدار ست سنوات للخروج منها ومعالجة تداعياتها.

ما شهدته طرابلس ليل أمس، ترك سلسلة تساؤلات لجهة: هل بإحراق المدينة وتشويه صورتها يكون الرد على تكليف حسان دياب برئاسة الحكومة؟، ومن يسعى الى إستبدال حضارة الثورة وصورتها المشرقة بغوغائية التوترات الأمنية؟، وأين الأجهزة الأمنية والعسكرية؟، ولماذا لم تسارع الى إتخاذ التدابير التي تمنع حصول مثل هذه الخروقات؟، ثم من أين وصل هذا الكم من القنابل الى أيدي الموتورين الذين لم يتركوا منطقة من شرهم؟.

يبدو واضحا أن هناك من يسعى الى سرقة ثورة طرابلس بعد 65 يوما من الحراك الراقي الذي ضربت فيه عاصمة الشمال المثل ولفتت من خلاله أنظار كل العالم، وإستبدالها بساحة مفتوحة لتصفية الحسابات وتبادل الرسائل النارية وضرب أمنها وإستقرارها لحساب تيار سياسي هنا أو زعيم هناك، الأمر الذي يتطلب ثورة مضادة من الطرابلسيين تضع حدا للموتورين الذين أفرغوا ساحة عبدالحميد كرامي من روادها وزرعوا التوترات في كل المناطق التي تحولت الى بؤرة للتلوث بفعل إحراق الاطارات والنفايات، وإلا فإن ما ينتظر المدينة لن يكون في مصلحة أحد.

بدت طرابلس ليل أمس مستهدفة في أمنها وسلمها وصورتها، حيث لم يكتف الموتورون بقطع الطرقات وتلويث أجواء الأحياء الداخلية بالدخان الأسود المشبع بالسموم، بل تعدوا ذلك الى إطلاق النار عشوائيا حيث جالت سيارات وأطلق من فيها العنان لرشاشاتها الحربية في مختلف المناطق الطرابلسية التي شهدت أيضا رمي 11 قنبلة دوى صوت إنفجارها في أرجاء المدينة بدءا من مجرى نهر أبو علي الذي رميت فيه أربعة قنابل في أماكن مختلفة، مرورا بقنبلة على أوتوستراد التبانة، وفي ملعب الجهاد، وأخرى في القبة، وقنبلة في منشية طرابلس في ساحة التل، وفي القبة، وفي الزاهرية، وصولا الى الضم والفرز حيث رمى الموتورون قنبلة في أرض مهجورة، في وقت كانت فيه القوى الأمنية والعسكرية تقيم حواجز ثابتة وظرفية، وتسيّر دوريات مؤللة، لكن ذلك لم يسهم في الحد من الفلتان الذي أرخى بظلاله القاتمة على طرابلس وأهلها.

Post Author: SafirAlChamal