ظواهر بعض العواصم العربية تُستعاد في بيروت!… مرسال الترس

مؤلمة جداً الظواهر التي عادت تفرض نفسها على ساحات العاصمة والمدن اللبنانية التي اعتقدت لدى التوصل الى اتفاق الطائف قبل ثلاثة عقود أن تلك المشاهد الخارجة عن المألوف قد ذهبت الى غير رجعة. وراح اللبنانيون يحتفلون كل سنة بذكرى انطلاقة الحرب في الثالث عشر من نيسان عام 1975 وإعادة الاضاءة على بوسطة عين الرمانة تحت شعار “تنذكر وما تنعاد”.

ولكن التمنيات شيء والوقائع شيء آخر. فالمشاهد التي تابعها اللبنانيون المخضرمون خلال الشهرين الماضيين عبر الشاشات المفتوحة لساعات متتالية، شكلت لهم صدمة بعدما ردّتهم ثلاثين سنة الى الوراء، خصوصاً أن تلك المشاهد مرتبطة بالتطور التكنولوجي الداخل حديثاً الى مجتمعاتنا:

فالجميع يتساءلون عن مصدر الفيديوهات المركبة والمشبوهة التي أستند العديد منها الى ما حصل في بعض العواصم العربية التي بُليت بـ “الفوضى الخلاّقة” التي استنبطها الاميركيون، حيث كانت تظهر فيديوهات مركبة في استديوهات أعرق المحطات التلفزيونية العالمية التي ترفع لواء الموضوعية كشعار لا يُعلى عليه!

والجميع يتفاجأون بالتسجيلات الصوتية التي تنبت بصورة عجيبة غريبة من أشخاص هامشيين في هذه المنطقة ذات الغالبية السنية، أو تلك المنطقة الشيعية لتوجه الشتائم الى الرموز الدينية فتثير غرائز الناس وتدفعهم الى ردات فعل غاضبة ومؤذية!.

والجميع يرسمون أكثر من علامة استفهام عن من يقف وراء تحويل الاحتجاجات السلمية التي صبغت الحراك منذ السابع عشر من تشرين الأول الفائت الى أعمال تخريب في المؤسسات العامة والخاصة في العاصمة بيروت أو رمي القنابل الصوتية وإحراق شجرة الميلاد في عاصمة الشمال طرابلس، ناهيك عن قطع الطرقات الذي تحول الى خبز يومي يقض مضاجع اللبنانيين ولا سيما المرضى منهم او المسافرين!.

والجميع يفتشون عن الساعين الى تعطيل دور الجيش اللبناني والقوى الامنية من خلال إشغالهم برمي الحجارة أو العبوات البلاستيكية أو محاولة الدخول عنوة الى المقرات الرسمية او منازل بعض المسؤولين والسياسيين!.

وعلى هامش كل ذلك وقف العرب متفرجين على الزلزال الذي ضرب تونس، والانقلابات التي هزت أركان القاهرة، والألام التي عانتها دمشق، والتشرذم الذي عمّ صنعاء، والصواعق التي تضرب طرابلس الغرب …فماذا عن بيروت وما هو العنوان الذي ستحمله؟.