نصر الله يرسم ملامح الحكومة المقبلة: نعم للشّراكة لا للون الواحد… عبد الكافي الصمد

إستبق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله موعد الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية لتأليف الحكومة المقبلة، والمحدّد بعد غد الإثنين في القصر الجمهوري في بعبدا، فقام بوضع خريطة طريق ورسم خطوطاً عريضة للمسار الحكومي، واضعاً الكثير من النقاط على حروف الأزمة الحكومية الناشبة منذ استقالة الرئيس سعد الحريري في 29 تشرين الأول الفائت، إلى جانب أزمات لبنان الأخرى، وعلى رأسها الأزمة الإقتصادية.

في كلمته المتلفزة التي ألقاها أمس، واستغرقت نحو ساعة ونصف، برزت هناك أكثر من نقطة لافتة في كلمة نصر الله، أبرزها ما يلي:

أولاً: كانت إطلالة نصر الله أمس مخصصة بالكامل للأزمة الحكومية، ما يدلّ على إعطائه أهمية قصوى لها، بعدما كان في السابق يطلّ أغلب الأحيان في مناسبات دينية أو سياسية، أو خلال مقابلات خاصة، كان يتناول فيها الوضع الحكومي، لكنه سجّل أمس سابقة لها دلالات بالغة الأهمية، حدّد فيها بوضوح إطار مشاورات التكليف والتأليف قبل 48 ساعة من موعد الإستشارات النيابية الملزمة.

ثانياً: الخيارات الأربعة التي عرضها نصر الله للخروج من الأزمة الحكومية، أوضح أن إثنان منهما غير مقبولان منه ومن فريقه السياسي في قوى 8 آذار، هما حكومة لون واحد يشكل فيها هذا الفريق الحكومة منفرداً، برغم أنه يملك الأغلبية النيابية، أو حكومة لون واحد يشكل فيها تيار المستقبل وحلفاءه الحكومة بمعزل عن الفريق الآخر، واضعاً بذلك حدّا لرؤوس حامية في كلا الفريقين تدعو للسير بأحد هذين الخيارين، معتبراً أن “الأزمة بحاجة إلى تكاتف الجميع، لأن حكومة اللون الواحد من فريقنا أو الفريق الآخر هي خيار غير مناسب، وأن هناك مخاطر خارجية أيضاً لحكومة اللون الواحد”.

ثالثاً: الخياران الآخران اللذان طرحهما نصر الله لتأليف حكومة “وحدة” أو “شراكة” وطنية، أكد أنهما يركزان على مشاركة تيار المستقبل في الحكومة سواء كُلّف الرئيس الحريري تأليفها أو سمّى سواه لهذه المهمة، وعدم قبوله عدم مشاركة التيار الوطني الحرّ في الحكومة المقبلة، وكأنه يقول إن إعلان رئيسي التيارين الأزرق والبرتقالي، الحريري والوزير جبران باسيل، عدم رغبتهما صراحة أو تلميحاً عدم رغبتهما المشاركة في الحكومة لا يستقيم مع أي حكومة مقبلة، يفترض أن يشارك فيها الجميع لمواجهة الأزمات الحالية والمقبلة، أو كأنه يقول بعبارة مضمرة أن كلّ الأطرف شريكة في وصول الأزمات في لبنان إلى هذا الدرك، وأن تهرّبها من تحمّل مسؤولياتها غير مقبول.

رابعاً: تحديد نصر الله العناوين العريضة للحكومة المقبلة، قبل 48 ساعة من موعد الإستشارات النيابية الملزمة، في ظل إرتباك القوى السياسية حيال هذا الإستحقاق وعدم حسمها بعد إسم مرشحها لتأليف الحكومة المقبلة، يجعل تأجيل موعد هذه الإستشارات مرجّحاً، وهو بذلك يكون قد وفرّ عليها الكثير من الإحراج والإرباك، ووضعها أمام حقائق تحاول تجاهلها أو الهروب منها.

خامساً: نصر الله الذي ذكّر الجميع بأنه نصح قبل استقالة الحكومة بعدم الإقدام على هكذا خطوة، لأن تأليف أي حكومة بعدها سوف يكون صعباً وسيستغرق وقتاً طويلاً، دعا لمواجهة الأزمة الإقتصادية إلى “التكافل الإجتماعي”، ما يدلّ على أنه يستشعر أياماً صعبة مقبلة على لبنان جعله يدعو لذلك، في ظلّ التجاذبات الداخلية نتيجة الصراعات الإقليمية والدولية التي جعلت لبنان ساحة لهذه الصراعات، إذ لو أن الأزمة كانت عابرة لما كان ضرورياً دعوته لذلك.


فيديوهات قد تعجبك:

  1. بالفيديو: رخصة ″على بياض″ من محافظ عكار

  2. بالفيديو: اشكال بين القوى الأمنية ومتظاهرين أمام سرايا حلبا

  3. بالفيديو: مسلحون يسرقون أموالاً من صيدلية في برج حمود

  4. بالفيديو: اشكال كبير بين النائب هادي حبيش والقاضية غادة عون

  5. فيديو يظهر المواجهة بين هادي حبيش وغادة عون

  6. بالفيديو: لحظة العثور على أموال منتجع الأنصارية المسروقة


     لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


    لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.



مواضيع ذات صلة:

  1. الطائفة السنّية والأعمدة الأربعة: نهاية إحتكار أم مرحلة جديدة؟… عبد الكافي الصمد

  2. إرباك في الشارع والسوق المالية: تراجع الدولار إنفراجٌ أم فخّ؟… عبد الكافي الصمد

  3. الحراك الشّعبي مطالبٌ بمراجعة نقدية قبل فوات الأوان… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal