شقيقة ″ناجي″ تروي الساعات الأخيرة قبل انتحاره.. هكذا عثر عليه

روت نجوى الفليطي، شقيقة ناجي دياب الفليطي (40 عاماً) الذي انتحر أمس في عرسال في حديث لجريدة النهار، ان شقيقها ناجي لم يجد عملاً بعد تركه المؤسسة العسكرية، ثم عمل بمنشار للأحجار لفترة قصيرة، غير أن العمل توقّف مع الأحداث التي مرت بها البلدة خلال السنوات الأخيرة، مع ضيق فرص العمل وتراجع معظم مقالع الأحجار وإقفالها، مما أوقعه في عجز مالي كبير، فترتبت عليه أعباء مالية لم يعد بمقدوره سدادها، إن كان من الأقرباء او المحال التجارية في الحي أو تأمين لقمة العيش.

وتابعت: ″ضغوط كبيرة عاشها، كما أكدت زوجته، خصوصا مع عدم قدرته على تأمين الحليب لطفله محمد، إلى ضغوط أخرى، آخرها صباح أمس، حينما طلبت ابنته رنيم من والدتها الف ليرة كسائر الأطفال لتقصد بها دكان الحي حيث يقطنون في محلة وادي الحصن في عرسال، الا أنّ الوالدة التي لا تملك هذا المبلغ الزهيد طلبت منها أن تسال والدها الذي لم يتمكن من القول لها “ليس لديّ ما تطلبين″، فتجاهلها وانتظر خروجهما من المنزل ليعمد إلى شنق نفسه داخل احدى الغرف، وحين عادتا وجداه قد فارق الحياة″.

من جهتها، لفتت نجوى إلى أنّه قبل يوم من الحادث، أمضى ناجي سهرته في منزلها من دون أن يتكلم: “كانت نفسه عزيزة، فلم يطلب مالاً، علماً أنه لم يتمكن من تأمين المازوت لمنزله، وكنا نعمل على جمع أشخاص للقيام بـ”جمعية” لتامين مبلغ نعمل على تقسيطه، ونقدّمه له. وعندما نسأله عن حزنه كغير عادته، يكون جوابه دائماً: ″تؤلمني معدتي″.

وسألت نجوى: ″أليس هناك دولة ترى أبناءها في أي حال يأكلون مع التوقف عن العمل ومن دون وجود فرص لتأمين المال؟″.

وحمّلت مسؤولية وفاة شقيقها ″لكل مسؤول أوصل حالهم الى هنا″. ورأت أنّ ناجي لم يمت إلا ″حسرة وشهيداً للقمة عيش لم يجدها، والغلاء الذي وصلنا اليه ساهم في ضيق المعيشة، ودفع بأخي لينتحر هارباً من أن يكون تحت رحمة حكام لا يعرفون سوى النهب والظلم″.

Post Author: SafirAlChamal