أزمتان وحافّة فراغ مفتوحة على كلّ الإحتمالات… عبد الكافي الصمد

حالة الإرباك المالي التي سادت أرجاء البلاد نهاية الأسبوع الماضي، بسبب تقلبات غريبة في سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية، التي تراجعت قيمتها قرابة الثلث في أقل من شهر تقريباً، جعلت الكلّ يتوجّس قلقاً من احتمال أن يشهد الأسبوع الجاري والأيام المقبلة تطورات دراماتيكية يتوقع أن تكون حبلى بتقلبات في السّوق المالية، قد تجعل الأمور تذهب أكثر نحو المجهول. 

إذ فجأة وبلا مقدمات إنخفض سعر صرف الدولار في السّوق السوداء من 2350 ليرة إلى قرابة 1750 ليرة، من غير أن يُقدّم أحد تفسيراً لهذا التراجع، وسط أجواء زاد من غرابتها أن هذا الإنخفاض حصل في يومي عطلة، بعدما أعلنت نقابة الصيارفة إضراباً لمدة ثلاثة أيام هي الخميس والجمعة والسبت، وهو إضراب لم تلتزم به كل محال الصيرفة، ما ترك الأمور تنفلت من كل رابط وضابط.

هذا التراجع في سعر صرف الدولار الذي لا يستند لأي منطق إقتصادي ومالي، إنما نتيجة المضاربة في السوق السوداء، ردّته مصادر متابعة إلى أن الصيارفة أرادوا إستدراج بعض الموظفين الذين يقبضون رواتبهم بالدولار، كالعاملين في شركات أجنبية وقوات اليونفيل وفي الأونروا وسواها، إضافة إلى عناصر حزب الله، من أجل مبادلة دولاراتهم بالليرة اللبنانية، بهدف سحب العملة الأميركية من السوق بسعر أدنى من سعرها الحقيقي، لا الرسمي، لتحقيق أرباح في ما بعد، لأن الدولار الأميركي سرعان ما سيعود إلى الإرتفاع مجدّداً، لأن أسباب الأزمة المالية والنقدية ـ كما الأزمة السّياسية ـ ما تزال على حالها من التأزّم والتعقيد.

في موازاة الأزمة المالية والنقدية ما تزال الأزمة السياسية تدور في حلقة مفرغة، وسط أجواء بالغة التعقيد، وعدم وجود أي ملامح جدّية تشير إلى وجود بصيص ضوء في نهاية نفق الأزمة الحكومية، التي بدأت مع استقالة الرئيس سعد الحريري في 29 تشرين الأول الفائت، على وقع الحراك الشعبي الذي اندلع شرارته قبل ذلك باثني عشر يوماً، من غير أن يحدد، حتى الآن، رئيس الجمهورية ميشال عون، موعداً لإجراء الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية تأليف الحكومة المقبلة، ما جعل الفراغ الذي يخيم على البلاد، وسط أزمات متعدّدة ومعقدة، مفتوحاً على كل الإحتمالات، الأسوأ منها على وجه التحديد.

وسط هذه الأجواء يتوقع أن ينطلق الأسبوع الجاري بلا أي وضوح في الرؤية سواء بما يتعلق بالازمة المالية ـ النقدية أو الأزمة السياسية، في ظل أجواء قلق جعلت المواطنين يهرعون إلى الأسواق والسوبرماركت ومحطات الوقود والصيدليات بهدف التزوّد بالمواد التموينية والأدوية والمحروقات، خشية إرتفاع سعرها من جهة في الأيام المقبلة، على خلفية تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار، أو نفادها من الأسواق من جهة ثانية، ما أعاد إلى الأذهان أجواء الحرب التي لم تغادر عقول ونفوس أغلب اللبنانيين حتى اليوم.


فيديوهات قد تعجبك:

  1. بالفيديو والصور: من ″السبينس″ الى ″تاتش″.. هذا هو المشهد في طرابلس

  2. بالفيديو: صاحب محطة يشتم عناصر أمن الدولة ومراقبي الإقتصاد

  3. بالفيديو.. سيدة تصرخ أمام ألية لقوى الأمن: إدعسني خليني موت وإخلص من هالبلد

  4. بالفيديو: أطفال مرضى السرطان ″عندي أمل إشفى″ مع ناصيف زيتون


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. إرباك في الشارع والسوق المالية: تراجع الدولار إنفراجٌ أم فخّ؟… عبد الكافي الصمد

  2. الحراك الشّعبي مطالبٌ بمراجعة نقدية قبل فوات الأوان… عبد الكافي الصمد

  3. ملاحظات على مسيرة الحراك الشّعبي.. قبل فوات الأوان… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal