إرباك في الشارع والسوق المالية: تراجع الدولار إنفراجٌ أم فخّ؟… عبد الكافي الصمد

أكثر من تطوّر لافت شهدته الساعات الـ24 الماضية، جعل الإرباك يسيطر على الأجواء العامّة في البلاد، نظراً للغموض الذين ساد هذه التطوّرات، وعدم الوضوح في خلفياتها وأسبابها، ولا النتائج التي ستؤول إليها، ما جعل الحيرة تصيب الجميع، وسط أسئلة عديدة لم تجد أي أجوبة واضحة وشافية عليها، أو تفسّرها للرأي العام.

أبرز هذه التطوّرات كان مالياً، وتمثل في تراجع دراماتيكي للدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية يوم أمس، بلا وجود أي مبررات أو تفسيرات أو أجواء مشجعة، بعدما كانت جميع المؤشرات تشير إلى العكس، نتيجة الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها لبنان منذ فترة، وعلى خلفية الأزمة الحكومية بعد استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري في 29 تشرين الأول الماضي، نتيجة ضغط الحراك الشعبي في الشارع ضد الحكومة والسلطة منذ اندلاع شرارته في 17 تشرين الأول الفائت.

إذ بلا أي مقدمات، شهدت محال الصيرفة أمس، التي كان أغلبها مغلقاً إما بقرار شخصي أو بسبب إضراب أعلنت عنه نقابة الصيارفة، تهافتاً كبيراً للمواطنين من أجل بيع الدولار في هذه المحال، بعد انخفاض مفاجىء وغير واضح في سعره؛ إذ بعدما افتتح صباحاً في السوق السوداء على 2350 ليرة مقابل كل دولار، تحدثت معلومات أنه بسبب كثرة العرض تراجع الدولار إلى 1850 ليرة عصراً، لا بل إن بعض المعلومات تحدثت عن أن بعض محال الصيرفة إشترته بين 1700 و1750 ليرة على التوالي.

أسباب هذا الإنخفاض الدراماتيكي للدولار مقابل الليرة لم تتضح حقيقتها بعد، لا بل إن تناقضاً في المعلومات والتصريحات حفلت به الساعات الماضية، ما زاد من حالة الإرباك، وسط عدّة أسئلة عن الأسباب الفعلية لهذا التراجع، إنما من غير العثور على أجوبة شافية عليها.

بعض المعلومات تحدثت بشكل إيجابي ومتفائل عن أسباب تراجع الدولار الأميركي أمام الليرة اللبنانية، منها أن وديعة مالية ضخمة في طريقها الى لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة، ما أشاع أجواء ارتياح وتفاؤل عن أن الأزمة المالية الأخيرة في طريقها نحو كتابة آخر فصولها، وأن هناك قراراً داخلياً وإقليمياً ودولياً بمنع إنهيار لبنان.

وزاد من حجم التفاؤل أن إجتماعاً مالياً سوف يعقد اليوم في قصر بعبدا بدعوة من رئيس الجمهورية ميشال عون لهذه الغاية، وأنه سيتم خلاله الإعلان والكشف عن هذه الوديعة التي ستريح الأجواء العامة في لبنان، في موازاة معلومات تحدثت عن حلحلة ما في موضوع الحكومة المقبلة، وأن الأسبوع المقبل سيشهد مؤشرات إيجابية وجدّية في هذا الصدد.

لكن مؤشرات سلبية مقابلة أوضحت أن إنخفاض سعر الدولار ليس سوى فخّ ولعبة يقوم بها الصيارفة والبنوك وكبار رجال الأعمال والأثرياء في لبنان، والذين أشاعوا أجواء إيجابية عن تراجع الدولار ليست موجودة عملياً، ما جعل صغار ومتوسطي المودعين ومدخري الدولار يتهافتون من أجل بيعه قبل تراجعه أكثر، الأمر الذي جعل الدولار يصبّ في جيوب طبقة معينة، قبل أن يعود للإرتفاع مجدّداً لاحقاً.

يضاف إلى ذلك أن الأزمة الحكومية ما تزال، فعلياً، تراوح مكانها، بلا أي بصيص أمل يلوح في الأفق يشير إلى انفراجها قريباً، وسط أجواء سياسية بدأت تتعامل مع أمر واقع يفيد أن حكومة تصريف الأعمال الحالية سوف تعمّر طويلاً.

أي الأجواء، الإيجابية أو السلبية، أقرب إلى التصديق؟ لا جواب. لكن الأيام والسّاعات القليلة المقبلة وحدها كافية بكشف المستور.


فيديوهات قد تعجبك:

  1. بالفيديو والصور: اقفال محلات الصيرفة في طرابلس

  2. بالفيديو: المتظاهرون ينتفضون بوجه محافظ عكار ويطالبونه بفتح ملفات البلديات

  3. بالفيديو: لحظة وقوع حادث السير المروّع الذي أدى لسقوط ضحيتين

  4. بالفيديو: عناصر حزبية تشتبك مع المتظاهرين على جسر الرينغ


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. الحراك الشّعبي مطالبٌ بمراجعة نقدية قبل فوات الأوان… عبد الكافي الصمد

  2. ملاحظات على مسيرة الحراك الشّعبي.. قبل فوات الأوان… عبد الكافي الصمد

  3. ثورة ″الواتس أب″: التّياران الأزرق والبرتقالي أكبر الخاسرين… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal