حضن الثورة بدفيك.. خيمة مجانية لتوزيع الملابس في ساحة طرابلس… عزام ريفي

تتنوع أنشطة الثورة في طرابلس، فمن المحاضرات والندوات وحلقات الحوار والتفاعل وطرح الأفكار، وإقتراح النشاطات التي من شأنها أن تبقي جذوة الثورة مشتعلة، تبرز الأعمال الخيرية والانسانية التي إتخذتها على عاتقها مجموعات شبابية بهدف مسح دمعة يتيم، أو إدخال الفرح الى قلب فقير، أو التخفيف عن عائلة محتاجة..

هنا ليس محل ألبسة، بل كل هذه الألبسة الشتوية المعروضة في إحدى الخيم المحاذية لساحة عبدالحميد كرامي (النور) هي للتوزيع مجانا على كل مستحق، وما على المحتاج إلا أن يدخل ويختار ما يناسبه من دون منّة من أحد أو تقديم طلب أو ما شابه ذلك.

″حضن الثورة بدفيك″ هو شعار هذه المبادرة الانسانية التي قام بها عدد من الشباب والفتيات تحت مسمى ″حشود″ حيث قاموا بجمع ألبسة شتوية قديمة من المواطنين المداومين على الاعتصام في الساحة يوميا، وذلك في عملية تكافلية خيرية قل نظيرها، تهدف الى تحقيق مبادئ الثورة في أن يساعد المقتدر الفقير وأن يرعى الانسان أخيه الانسان بما يستطيع.

كان خيار الناشطين هو الملابس الشتوية التي تشكل حاجة أساسية لبعض المحتاجين خلال فصل الشتاء والأمطار، فتم تحويل إحدى الخيم الى ما يشبه محل للألبسة تشهد عرضا وطلبا بصورة مجانية كاملة، حيث يستقبل القيمون عليها يوميا المتبرعين بالملابس، كما تستقبل المحتاجين لهذه الملابس، في حين يشير هؤلاء الى أن كثيرا من المواطنين أبدوا إستعدادهم لرفد الخيمة بالملابس المطلوبة.

هذه المبادرة تؤكد بما لا يقبل الشك، أن روح الثورة والانتفاضة تجمع كل شرائح المجتمع اللبناني عموما والطرابلسي خصوصا في كنفها ضمن عمل إنساني راق، يحمل الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين، ويتطلع الى لبنان أفضل والى بناء وطن حضاري، حيث يؤكد عدد من القيمين على خيمة الملابس أن ″الانسان هو أفضل سند لأخيه الانسان، وهو الوحيد القادر على إعانته ورسم الابتسامة على وجهه من دون مقابل، وكم يشعر المرء أنه عظيما عندما يبادر بالخير تجاه الآخرين″، لافتين الانتباه الى أن “هذه الأعمال والنشاطات المختلفة التي تتميز فيها ساحة النور على مدار ساعات النهار تكرس طرابلس عروس الثورة، وتجعل الجميع يدا واحدة في مواجهة أي محاولة تشويه لها كما حصل من قبل بعض المنسدين قبل يومين″.