من يريد الاساءة الى ثورة طرابلس وزجها في مواجهة مع الجيش؟

خاص ـ سفير الشمال

لم يُعبّر ما حصل في طرابلس ليل أمس من مواجهات بين عدد من المتظاهرين وبين الجيش اللبناني عن حقيقة المدينة وأهلها، بل هو جاء من خارج السياق العام الذي سارت عليه الفيحاء لأكثر من أربعين يوما لم تشهد فيهم التجمعات التي لفتت أنظار العالم في ساحة عبدالحميد كرامي (النور) ضربة كف، ما يطرح سلسلة تساؤلات عن جدوى هذا الغضب الذي إنعكس إعتداءات غير مبررة على الأملاك العامة والخاصة وبشكل غوغائي وعشوائي لا يمت الى أخلاق وعادات الطرابلسيين بصلة.

لم يصدق أبناء طرابلس الذين إتخذوا من ساحة النور محطة يومية لهم ما شاهدوه على شاشات التلفزة من حالات شغب وإعتداءات وإشعال إطارات، فضلا عن مواجهات مع الجيش الذي أضطر لاستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الذين أمطروا العسكريين بوابل من الحجارة والزجاجات الفارغة.

هذا الشغب ترك العديد من التساؤلات لجهة: من يريد أن يزج طرابلس وثورتها في مواجهة مع الجيش اللبناني؟، وهل هناك من أزعجته المشهدية الراقية والحضارية لعاصمة الشمال فقرر التآمر على المدينة وأهلها؟، وهل يستأهل علم حزبي لأي جهة إنتمى لتعريض طرابلس الى كل هذه المخاطر والى الاضرار بنحو 36 شخصا أصيبوا برصاص مطاطي أو بحالات إختناق أو بالحجارة والعصي في المواجهات مع الجيش؟، ومن حرّض أحد الشبان على رمي قنبلة باتجاه الجيش حيث تدخلت العناية الالهية وحالت دون إنفجارها؟، ومن أين أتى هذا الشخص بالقنبلة والى أية جهة ينتمي؟.

ثم بعد ذلك، لماذا تحطيم واجهات المصارف وإحراق آلات الصراف الآلي؟، ولماذا الاعتداء على سيارات المواطنين وتكسيرها؟، ولماذا إشعال الاطارات المشتعلة والاضرار بالأهالي الذين أصيبوا بحالات إختناق في منازلهم؟، ولماذا رمي الحجارة بهذه الغزارة على الجيش وعلى السيارات المركونة على جانبي الطريق والتي أصيبت بشكل مباشر؟، ومن هؤلاء الذين قاموا بكل هذه الأعمال تحت جنح الظلام؟.

ما حصل ليل أمس كان محط رفض وإستهجان من قبل كل أبناء طرابلس الذين تبرأوا منه،  وأكدوا أن المواجهة لا يمكن أن تكون مع الجيش اللبناني الذي هو صمام أمان المدينة، وحامي تحركاتها وساحة الثورة فيها، مؤكدين أن من قاموا بهذه الأعمال لا يمتون الى أبناء المدينة بصلة، وهم تسببوا بالاساءة اليها والى الحراك الحضاري الذي تميزت به طرابلس منذ إنطلاق الثورة في 17 تشرين الأول، وصرفت الأنظار عن المطالب الحياتية والمعيشية الحقيقية.

وكان العشرات من الشبان حاولوا إقتحام مكتب التيار الوطني الحر في شارع الجميزات في طرابلس بهدف إنزال العلم البرتقالي المرفوع عليه، فتصدت لهم قوة من الجيش اللبناني، فحصلت مواجهات عنيفة إستخدام فيها الجيش الهراوات والعصي، ما أدى نتيجة ذلك الى إصابة 17 شخصا إصابات طفيفة تمت معالجتهم في المستشفى الميداني التابع للجميعة الطبية الاسلامية في ساحة النور.

لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، بل إستمرت عمليات التحريض ما دفع الشبان الى القيام بجولة ثانية شملت تكسير واجهات المصارف وإحراق صراف آلي، ورمي الحجارة على الجيش ومحاولات لتجاوز الطوق العسكري للوصول الى مكتب التيار الوطني الحر، ما دفع الجيش الى إستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين أصيب منهم 19 شخصا لترتفع حصيلة المصابين الى 36 شخصا.

وعلى الأثر تفرق المتظاهرون باستثناء قلة قليلة إتخذت من الخيم الموجودة في ساحة النور منصة لرمي الحجارة على الجيش وإشعال الاطارات التي ملأ دخانها سماء المنطقة، كما عمل بعضهم على رمي زجاجات حارقة باتجاه الجيش الذي أعاد الكرة في رمي القنابل المسيلة للدموع، في حين أثمرت الاتصالات الى نزع علم التيار الوطني الحر عن المكتب الخاص به، لكن البعض رفض المغادرة وأمعنوا في إعتداءاتهم التي طالت عددا إضافيا من المصارف ومن الأملاك العامة والخاصة، حيث قام الجيش بملاحقتهم وهو كان أوقف خلال المواجهات ثمانية أشخاص.

Post Author: SafirAlChamal