أربعون يوماً على انطلاق الحراك: هل بلغ سنّ الرشد؟… عبد الكافي الصمد

مع بلوغ الحراك الشّعبي 40 يوماً على انطلاقه، في 17 تشرين الأول الماضي، يعني ذلك أنه بلغ سنّ الرشد، أو هكذا يفترض، خصوصاً بعدما تبين أن زخم الحراك، الذي تراجع بعض الأحيان، ما يزال يحافظ على نواة صلبة تعمل على إبقائه مستمراً وفاعلاً حتى تحقيق المطالب التي انطلق من أجلها.

لكن مطالب الحراك لم يتحقق منها عملياً حتى الآن سوى استقالة الرئيس سعد الحريري وحكومته بعد 12 يوماً على إنطلاقه، فيما المطالب الأخرى من إستقالة رئيس الجمهورية ميشال عون واستقالة رئيس مجلس النواب نبيه برّي وحلّ مجلس النواب وإقرار قانون إنتخابات جديد وإجراء إنتخابات نيابية مبكّرة واسترجاع الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين وإقامة دولة العدالة الإجتماعية، كلها مطالب ما تزال عوائق عدّة تقف أمام تحقيقها.

منذ الأيام الأولى لانطلاق الحراك وُجّهت نصائح عدّة إلى القائمين عليه تركّزت تحديداً على ثلاث نقاط، هي: الأولى ألا يسمحوا لأحد من القوى والأحزاب والتيارات السياسية أن يركبوا موجته كي لا يستغلوه ويحوّلوه عن مساره؛ والثانية أن يضعوا خطة بعيدة الأمد للإستمرار في حراكهم أطول فترة ممكنة، لأن السلطة تراهن على عامل الوقت كي يصابوا باليأس والملل والإحباط من أجل إجهاض حراكهم وإفشاله؛ والثالثة أن يحدّدوا مطالبهم بدقة وواقعية، وأن لا يُكبّروا “حجر” المطالب كي يقدروا على حمله ولا يرزحون تحته إذا كان ثقيلًا عليهم.

بما يخصّ النقطة الثالثة، فقد ركّزت النصائح التي وُجّهت إلى الحراك والقائمين عليه، أن يطالبوا بأمور تلقى إجماعاً بين جميع اللبنانيين، وأن تلبيتها ممكنة، وأن يصعدوا السلم درجة درجة، لأن رفعهم سقف تطلعاتهم ووضع مطالب يعرفون مسبقاً أن تحقيقها في الوقت الحالي يبدو  مستحيلاً، كما أن هناك إنقساماً لبنانياً داخلياً حولها، فإنه من شأن الإصرار عليها أن يدخل الحراك في دوّامة لن يخرج منها بسهولة.

لم يستمع القائمون على الحراك والجهات المنضوية فيه لهذه النصائح، ولا أخذوا بآراء وأفكار وطروحات إنتقدت بعض تحركاتهم ونشاطاتهم التي قاموا بها، من إغلاق الطرقات إلى إقفال المؤسسات العامّة والجامعات والمدارس، ومن تركهم الشّارع بيد العامّة التي استباحت بشكل غوغائي كل شيء في طريقها، وسط غياب تام للنخب السّياسية والنقابية والإجتماعية المستقلة عن القوى السياسية، أو غير الملوثة بفسادها، وبلا وجود قيادة واعية تملك رؤية سياسية يمكن الإرتكاز عليها والإستعانة بها لتصويب الأخطاء.

تراكم هذه الأخطاء والسقطات طيلة الأيام الـ40 السابقة، دفع بعض من ناصرو الحراك الشعبي من فاعليات ونخب إلى انتقاده على كلّ الملاحظات السابقة، خصوصاً بعدما وضعوا مطالب وشروط كانوا يدركون مسبقاً أنه ليس من السهل تحقيقها، وخلصوا إلى نتيجة صادمة هي أن الحراك، إذا استمر على المنوال ذاته، فإنه لن يحقق شيئاً.


فيديوهات قد تعجبك:

  1. بالفيديو: مسيرة أمام منزل باسيل.. والمتظاهرون يردّدون: فل.. فل.. فل

  2. بالفيديو والصور: ساحة الثورة تفتح ذراعيها وتستقبل وفدا من عاليه

  3. بالفيديو: اعتداء على طلاب في المنية

  4. بالفيديو: لبنانية ″حامل″ تتعرض لهجوم وضرب في استراليا


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. الحراك الشّعبي مطالبٌ بمراجعة نقدية قبل فوات الأوان… عبد الكافي الصمد

  2. ملاحظات على مسيرة الحراك الشّعبي.. قبل فوات الأوان… عبد الكافي الصمد

  3. ثورة ″الواتس أب″: التّياران الأزرق والبرتقالي أكبر الخاسرين… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal