بعد 76 عاما.. هل بات اللبنانيون أقرب إلى الإستقلال؟… ديانا غسطين

تطل الذكرى السادسة والسبعون للاستقلال، مصحوبة بحراك شعبي إحتجاجي يطالب بمكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة والى ما هنالك من مطالب محقة قرر اللبنانيون ان ينتفضوا من اجل استعادتها من براثن سلطة عاثت دمارا اقتصاديا وماليا بالبلد ولما تزل.

بالنسبة لنا، وكما درسنا في مادة التاريخ على مقاعد المدرسة، ان لبنان نال استقلاله عن المستعمر الفرنسي في 22 تشرين الثاني 1943. الا ان الحقيقة تكمن في ان هذه الاستقلال وعلى اهميته، لم يكن الوحيد. بل، وعلى امتداد تاريخه الحديث شهد لبنان محاولات عدة للحصول على استقلاله من وصايات سياسية داخلية وخارجية، وفي بعض الاحيان من وصايات طائفية.

البداية من العام 1975 تاريخ اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية. هذه الحرب التي اطلقت شرارتها آنذاك ″بوسطة عين الرمانة″، وقسمت البلد بين ″شرقية وغربية″، ظن اللبنانيون عند انتهائها انها محت من النفوس البغض والضغينة واوصلتهم الى الاستقلال عن وصاية طائفية شكلت لعنة على البلد برمته.

الى العام 1990 درّ.. انها ″حرب الإلغاء وحرب التحرير″، حيث قتل المئات وأصيب الآلاف. ظن اللبنانيون بعدها، ان الاستقلال الحقيقي قد تحقق بتمركز قوات الردع العربية السورية في لبنان ما يضمن عدم تقاتل الاشقاء فيما بينهم.

وما بين التاريخين، لا يجب ان نغفل عن ذكر اتفاق الطائف الذي وقع عام 1989 واستند عليه اللبنانيون كدستور لهم، معتبرين أنهم بذلك انتصروا على الوصايات السياسية الخارجية، غافلين عن ان بنود هذا الاتفاق رشحت عن طبخات سياسية متفق عليها بين الرياض ودمشق، وبموافقة أمراء الحرب اللبنانية الذين تربعوا على عرش السياسة.

وإلى العام 2005، المحطة الرابعة في محاولة اللبنانيين لنيل استقلالهم. فبعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، والاتهامات التي طالت سوريا في هذا السياق، انقسم الشارع اللبناني الى فريقين: 8 و14 آذار الاول داعم لسوريا والثاني مناهض لها. وافترش مناصرو 14 آذار يومها الساحات مطالبين برحيل الجيش السوري عن الاراضي اللبنانية،  فكان لهم ما ارادوا في نيسان 2005 اي بعد مرور 30 عاماً على الحرب الاهلية. هنا، تنفس اللبنانيون الصعداء لاعتبارهم انهم نالوا الاستقلال الحقيقي، كيف لا وبالنسبة لهم انه بخروج سوريا عسكريا من لبنان يكونون قد انهوا حتى وجودها السياسي اي انهم نالوا استقلالا عسكريا وسياسيا في الوقت نفسه. واطلقوا على هذه الخطوة يومها مسمى ″الاستقلال الثاني″.

واليوم، ها هم اللبنانيون يفترشون الساحات منذ 17 تشرين الاول الفائت، محاولين استعادة ما نهب منهم من اموال وما صودر من حقوق من قبل سلطة سياسية جشعة، امعنت في تفقير الشعب وتجويعه. هو حراك شعبي يعد نفسه بالحصول على الاستقلال السياسي معتبرا ان هذا الاستقلال ان حصل فهو سيكون الحقيقي والاهم من كل المحاولات التي سبقت.

اذا، ومنذ العام 1943 لا ينفك اللبنانيون يحاولون جاهدين الحصول على استقلالهم، من وصايات استغلتهم في مختلف المجالات، سياسياً، عسكرياً، اقتصادياً واجتماعياً. فهل سينجح ″ثوار تشرين″ في الوصول الى ″لبنان الكبير″ الذي يسود فيه العدل والامن والامان؟.


فيديو:

  1. بالفيديو: ثورة طرابلس .. ساحات فرح

  2. بالفيديو: طرابلس عروس الثورة.. كل أهلها في ساحة عبدالحميد كرامي

  3. بالفيديو: مارسيل خليفة يُلهب بصوته ساحة الاعتصام في طرابلس

  4. بالفيديو: ميشال عون يقدم استقالته في ساحة النور


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. منتدى ″ريشة عطر″ يكرم الزميلة حسناء جعيتاني سعادة… ديانا غسطين

  2. نواف الموسوي لـ″سفير الشمال″: إستقالتي من النيابة لا تعني إعتزالي السياسة!… ديانا غسطين

  3. مجزرة اهدن.. يوم أزهرت دماء الشهداء فأثمرت مسامحة… ديانا غسطين


 

Post Author: SafirAlChamal