جنبلاط نعى العهد.. كيف سيرد رئيس الجمهورية اليوم؟… غسان ريفي

شكل تصريح وليد جنبلاط ليل أمس والذي قال فيه أن “العهد كله كمنظومة قد إنتهى” رسالة سياسية من العيار الثقيل، كونه جاء عشية عيد الاستقلال وقبل ساعات من إطلالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمخاطبة اللبنانيين بهذه المناسبة، فكيف سيرد؟، وماذا يمكن أن يقول لجنبلاط؟.

لم يأت تصريح جنبلاط من فراغ، بل جاء وفق نتائج ملموسة تؤكد أنه لم يعد بالامكان الاستمرار في هذا الوضع القائم، حيث يدرك جنبلاط بخبرته الطويلة أن العهود تنقسم الى قسمين، السنوات الثلاث الأولى للاصلاح والنهوض والرخاء وتحقيق الانجازات، وفي السنوات الثلاث الثانية يبدأ تراجع الوهج السياسي مع بدء العد العكسي لانتهاء الولاية والتحضير لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، ما يعني أن العهد بالنسبة لجنبلاط قد إستهلك نفسه سلبا في سنواته الثلاث الأولى، ولم يعد أمامه ما يقدمه، لذلك فقد نعاه عشية أهم مناسبة وطنية ألا وهي عيد الاستقلال.

كل اللبنانين يتخوفون من كلمة الرئيس عون اليوم، خصوصا أن إطلالاته الاعلامية الثلاث الماضية كانت سلبية جدا، وأدت الى تأجيج الثورة وتصعيد حركة المنتفضين في الشارع، كما أن كلفة المقابلة التلفزيونية الأخيرة جاءت باهظة جدا باستشهاد علاء أبو فخر عند مستديرة خلدة في ثلاثاء أسود غطى فيه دخان الاطارات المشتعلة كل المناطق التي تقطعت أوصالها إحتجاجا على كلام عون ودعوته “من لا يجد مسؤولا صالحا في الدولة الى الهجرة”.

يعتقد كثيرون أن الرئيس عون لن يقدم جديدا للبنانيين خلال كلمته اليوم، إنطلاقا من المراوحة القاتلة التي تتحكم بالاستشارات النيابية الملزمة وتشكيل الحكومة، وعدم التوافق على صيغة يمكنها أن تُخرج البلد من المأزق الذي يتخبط فيه منذ إنطلاق ثورة 17 تشرين الأول وإستقالة الرئيس سعد الحريري، لذلك فإن الكلمة الوجدانية أو تكرار المواقف ذاتها من شأنها أن تخرج المنتفضين عن طورهم مجددا، خصوصا أنهم بعد شهر ونيف من تواجدهم في الشارع يريدون حلولا عملية وليس مجرد وجدانيات أو مواقف عابرة غير قابلة للتنفيذ.

لا شك في أن اللبنانيين يريدون أن يكون رئيس الجمهورية “بيّ الكل” وليس “بيّ” فئة واحدة أو تيار سياسي معين، ويتطلعون الى أن يكون قصر بعبدا مفتوحا أمام الجميع بدون إستثناء، لا أن يُفتح لحزبيين، وتوضع الاسلاك الشائكة في وجه مواطنين يطالبون بالخبز والعدالة والحرية.

كما يريد اللبنانيون من رئيسهم أن يحافظ على الدستور الذي أقسم اليمين عليه، لا أن يُمعن في خرقه باجراء مشاورات التأليف قبل إستشارات التكليف وإثارة حفيظة مكون لبناني أساسي يرفض مصادرة صلاحيات الرئيس المكلف، وأن يحافظ على التوازن السياسي الذي يؤمن الاستقرار، والانتظام العام، وأن يضع حدا لكل من يسعى الى مشاركته في الحكم أو ممارسة مهامه وصلاحياته.

كذلك يريد اللبنانيون أن يطمئنوا الى حاضرهم ومستقبلهم، من خلال حكومة تكنوقراط تسارع الى الإنقاذ الاقتصادي، وقانون إنتخابي عادل يؤمن التمثيل الصحيح، وإنتخابات نيابية مبكرة تعيد إنتاج السلطة من جديد، فضلا عن إستعادة الأموال المنهوبة ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين.

كل الأنظار تتجه اليوم الى ما سيقوله رئيس الجمهورية، فهل سيُقنع اللبنانيين؟، أم أن هذه الليلة ستكون طويلة جدا على صعيد الاحتجاجات وقطع الطرقات ومواجهة القوى الأمنية وفرض الشلل والتعطيل مجددا على المؤسسات العامة والخاصة؟، في حال حصل ذلك، فهذا يعني إنطلاق مواجهة مفتوحة بين المتنفضين والرئيس عون نفسه لن تنتهي قريبا، وعندها يكون أصاب وليد جنبلاط في تصريحه بأن “العهد قد إنتهى”!..


فيديوهات قد تعجبك:

  1. بالفيديو: هل خطفت إليسا قلب ناصيف زيتون؟

  2. بالفيديو: جرحى باشكال في رياض الصلح.. وتوقيف عدد من المتظاهرين

  3. بالفيديو: عنصر أمن يبكي خلال التظاهرات

  4. بالفيديو: هكذا أُطلق النار من موكب أحد النواب بين المتظاهرين

  5.  بالفيديو: قائد الجيش: إقفال الطريق غير مسموح.. وقضية أبو فخر لدى القضاء


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. الطريق بين قصر بعبدا وبيت الوسط مقطوع.. والكل يغني على ليلاه… غسان ريفي

  2. الصفدي سقط بضربة الشارع.. وأشعلها بين الحريري وباسيل… غسان ريفي

  3. ثورة لبنان تقدم ثلاثة شهداء في شهر.. ماذا تنتظر السلطة؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal