المنتدى الخامس الدولي للصحفيين والمدونين المسلمين في مدينة سان بطرسبرغ الروسية

سعادة السفير الدكتور أنواربك فاضليانوف

الدكتور فياتشيسلاف أحمادوللين خبير العلاقات الدولية وشؤون الشرق الأوسط

عقد في مدينة سان بطرسبرغ الروسية المنتدى الخامس الدولي للصحفيين والمدونين المسلمين في الفترة من 26 إلى 27 أيلول/سبتمبر 2019 وذلك تحت رعاية مجموعة الرؤية الإستراتيجية ″روسيا – العالم الاسلامي″. وحضر تلك المناسبة أكثر من 50 شخصية من الصحفيين البارزين والعلماء السياسيين ورجال الدين والخبراء من 17 دولة من جميع أنحاء العالم.

وما يؤكد أهمية هذا المنتدى هو أن التكنولوجيات الحديثة وسرعة نشر المعلومات الخاطئة والمضللة تجعل الشبكات الإجتماعية ووسائل الإعلام الإلكترونية الحديثة أداةً فعالةً للغاية للقوة الناعمة.

وأشار الكثير من مشاركي المنتدى في كلماتهم إلى أنَّ بعض اللاعبين الدوليين يستخدمون بنشاط في سياستهم الخارجية أساليب حرب المعلومات لتبرير إهتماماتهم الإقتصادية ومزاعمهم السياسية، مما يؤدي غالباً إلى إشعال الحروب والثورات الملونة وغيرها من الإضطرابات. وفي الوقت نفسه، لا يزال هؤلاء اللاعبون يستخدمون الشبكات الاجتماعية بنشاط.

وأشار المشاركون في المناقشة إلى أن تطورات العقد الماضي قد أظهرت بشكل مقنع أهمية ضمان أمن المعلومات القومي لأي دولة حديثة تهدف إلى متابعة مسار سياسي مستقل. وفي هذا السياق، أشار جميع المتحدثين إلى أن المنتدى يسهم كثيراً في إدراك أهمية موضوع أمن المعلومات في دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بشكل عام.

إن احتكار فضاء المعلومات من قبل وسائل الإعلام الرئيسية يتيح لهم فرص التلاعب الفعال بالرأي العام لدول وشعوب بأكملهما. وإن الوضع الحالي، حسب رأي مشاركي المنتدى، يفرض مسؤولية أخلاقية وأدبية خاصة على الصحفيين والمدونين، الذين يشكلون وعياً لجمهور متعدد الملايين.

وكان موضوع الجلسة العامة هو تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام وتشكيل جدول الأعمال الدولي. وخلال الإجتماع، تم التأكيد على تقارب مواقف بين روسيا والعالم الإسلامي حول عدد من القضايا، بما في ذلك أهمية حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان وحول مخاطر الأخبار المزيفة (Fake news) كأداة للضغط السياسي.

تم تقسيم فعاليات المنتدى إلى الجلسات التالية: الحروب الإعلامية والنفسية وتأثيرها على الرأي العام؛ الأخبار المزيفة: استراتيجيات الرد عليها والتصدّي لها؛ وحرية الصحافة في سياق حقوق الإنسان.

والموضوع الذي تكرر بإستمرار في المنتدى هو الدعوة إلى النزاهة والإنصاف والموضوعية ومراعاة المعايير العالية للأخلاقيات المهنية في تغطية الأحداث المختلفة. غالباً ما يكاد يصبح المدونون المصدر الوحيد للمعلومات، خاصة بالنسبة لجيل الشباب. وفقاً للمتحدثين في المنتدى، فإن القوة مثل الصحفيين والمدونين هم أصبحوا قوةً ومسيري الرأي، ويجب عليهم إدراك مسؤولياتهم الخاصة أمام جمهورهم.

وإتفق المشاركون في المنتدى على أن الصحفيين والمدونين الشرفاء يقومون بعمل رائع وهام في ترويج فكرة التعايش السلمي بين الدول المختلفة والجماعات الإجتماعية والدينية من خلال التأثير الإيجابي لوسائل الإعلام على الرأي العام وتشكيل أجندة دولية عاجلة.

كما أن الحاجة إلى مواجهة جميع تحديات العصر وفي المقام الأول مكافحة الإرهاب، تتطلب توحيد المجتمع الدولي بأسره، بما في ذلك في فضاء المعلومات حيث تُعد حرية الكلام وحرية الفرد في التعبير عن رأيه جانباً مهماً للغاية، والأمر الذي يجب ألّا يستثنى موثوقية المعلومات.

في سياق التطورات في الشرق الأوسط، يتضح بجلاء الدور المتزايد الإيجابي والسلبي لوسائل الاعلام والمدونين الذين يمثلون القوى السياسية المختلفة. يتجلى نفوذهم بوضوح في سياق التوازنات الجديدة للقوى في الشرق الأوسط وخاصة على خلفية توطيد سمعة روسيا في المنطقة. ومن الأمثلة على ذلك دور روسيا الإتحادية كوسيط في العلاقات بين تركيا وإيران. لاحظ العديد من مشاركي المنتدى أن الأمر يصاحبه تسريع تدفق الأخبار المزيفة.

دعا المتحدثون في المنتدى إلى النظر في الأساليب والأشكال والوسائل والسبل اللازمة للتجميع والتوحيد الفعال بين جهود جميع الجهات المعنية بنشر المعلومات الموثوق بها. وتمت الإشارة وبوجه خاص إلى دور الصحفيين والمدونين المسلمين الذين لديهم التأثير على الأمة التي يزيد عددها على 1.5 مليار نسمة. ومعالجة هذه المهمة سوف تتم في ظروف مواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالإرهاب، وخطر إنتشار أسلحة الدمار الشامل، والأوبئة والتدهور البيئي.

يتطلب تنامي الثقة بين الشعوب وتعزيز أمن المعلومات مزيداً من التنسيق بين الصحفيين والمدونين الروس والصحفيين والمدونين الأجانب المسلمين الذين يسعون إلى التقريب بين الناس من أجل سلام البشرية وازدهارها، مما يستلزم قدراً كبيراً من العمل الشاق من جهة والنبيل من جهة أخرى.

Post Author: SafirAlChamal