ديوك وصيصان يتسابقون على دجاجة الدولة!… مرسال الترس

مع مضي شهر ونيّف على إنطلاق مسيرة الحراك الشعبي من دون أي أفق بالوصول الى نتيجة ملموسة تبدأ بالحد من الفساد. ومع التعثر الحاصل في إحداث نقلة نوعية في تشكيل الحكومة. وصّف أحد المتابعين طرفي ″النزاع الذي يتوق أن يصل الى مستوى الثورة″ بالديوك والصيصان الذين يتصارعون على ″دجاجة الدولة″ التي تبيض ذهباً، ومليارات من العملة الخضراء التي باتت شبه نادرة في السوق اللبناني.

المسؤولون ما زالوا مرتاحين جداً على أوضاعهم ولم يبذلوا أي جهد استثنائي للخروج من المأزق. وما التوصيف الذي خرج من فم أحد مسؤولي الدولة بان الذين يتظاهرون في الساحات ليسوا سوى ″كم شلعوط″، الاّ انه يعكس ما يدور في ذهن شريحة واسعة ممن يجلسون على كراسي السلطة بأنهم ديوك اللعبة السياسية وينظرون الى الموجودين في الساحات بأن حجمهم لم يتخط ″الصيصان″ الذين سيتفرقون عند أول صرخة من رعاة مجهولين. فيما يغفل أهل السياسة بأن شريحة لا بأس بها من هؤلاء الذين يفترشون الطرقات يعبّرون عن وجع حقيقي نتج عن أداء طبقة سياسية عربدت في مصيرهم.

أما أهل الحراك، ولاسيما منهم الذين يرقصون من ألمهم، فانهم باتوا على قناعة أنهم هم الديوك الذين يجب أن يتحكموا بمستقبل الوطن بعد تغيير جذري في بُنية السلطة القائمة، لأنه وفق رؤيتهم أن مجمل المسؤولين لا يعدون كونهم ″صيصاناً″ يختبؤن وراء جدران سميكة، ولا يجرؤون على الظهور حتى في الطرقات التي باتوا يتحكمون بمفاتيحها، او العبور في مواكب طنانة رنانة مدججة بانواع مختلفة من الاسلحة كما كان يحصل في السابق. وبات اهل الحراك على إقتناع بأنهم هم أصحاب اللعبة القائمة بعد استقالة الحكومة بضغط منهم، وعرقلتهم لانعقاد مجلس النواب لجلستين متتاليتين.

وبين هذا وذاك عاشت البلاد منذ شهر ونيّف حالة من الشلل الذي طال مختلف أوجه الشؤون المالية والاقتصادية جراء اقفال المصارف والمؤسسات المالية، والشؤون الصحية نتيجة ما تعاني منه المستشفيات والمؤسسات الصحية، والاوضاع العامة بسبب اقفال الطرقات والمؤسسات التربوية…واللائحة تطول.

والثابت وفق رأي المتابعين أن أهل الحراك باتوا معتّدين بأنفسهم، وأهل السلطة يتباطئون في استنباط الحلول على قاعدة: ″الثعلب الذي ظن نفسه نمراً عند شروق الشمس ليكتشف ظهراً حجمه الحقيقي″.

فهل يدرك المسؤولون وأهل الحراك كم ستكون كلفة ما يجري؟ أم سيكتشفون بعد حين ما سيؤول اليه المثل الفرنسي الذي يقول:″إن ضرب رؤوسنا في الحائط لا يجلب الاّ الورم″!