عكار: مناشدة للجيش اللبناني فتح الطرق وضمان عودة الطلاب الى المدارس… نجلة حمود

بعد مرور شهر على انطلاق الانتفاضة الشعبيّة، وقطع الطرق في الشمال على وقع التحركات الاحتجاجية التي أدت الى عزل محافظة عكار عن محيطها، ومنع موظفي الدوائر الرسمية من العمل، حيث يقوم المعتصمون في جولة صباحية على الدوائر الحكومية بهدف إغلاقها، وطرد الموظفين. بدأ التململ يسيطر على المواطنين الرافضين لهذه التحركات، خصوصا أن إغلاق الدوائر الرسمية من تعاونية موظفي الدولة، وقلم النفوس، ومكاتب وزارة العمل والطاقة، ومؤسسة الكهرباء وغيرها بات يهدد مصالح المواطنين العاجزين عن انجاز معاملاتهم. واللافت أن بعض المتظاهرين عمدوا الى إغلاق مركز الشؤون الاجتماعية، ما أثار بلبلة واسعة حول الغاية مما يجري، خصوصا أن بعض الفقراء يستفيدون من خدمات المركز وبحاجة لأدوية.

وما زاد الأمور سوءا وأدى الى خروج المواطنين عن طورهم هو إستمرار إغلاق المدارس في عكار، الأمر الذي يضع مصير آلاف الطلاب في المجهول. في حين تتعامل إدارات المدارس بكثير من الاستخفاف مع الأزمة والعام الدراسي، حيث لم تأخذ أية مبادرة من شأنها التوعية حول خطورة ما يجري. وبدأت صرخة الأهالي ترتفع للمطالبة بايجاد حل جذري لما يجري من قطع طرق صباحا بهدف اشاعة جو من البلبة والاستمرار بتعطيل الطلاب.

ويتساءل الأهالي، ماذا يريد المتظاهرون، يريدون إسقاط النظام، فهل أولادنا يمنعون ذلك؟ ماذا يريدون انطلاق الاستشارات وتشكيل حكومة، هل بقاء أولادنا من دون دراسة يحقق ذلك؟ ماذا يريدون مكافحة الفساد، هل بقاء الطلاب خارج مقاعد الدراسة يحقق ذلك؟ وماذا لو بقيت الطرقات مقطوعة طوال السنة؟ وماذا لو لم تتشكل الحكومة فهل يبقى أولادنا في المنزل؟ هل السلطة على علم بما يجري في عكار؟ وأين الثورة الفعلية في عكار وهي المنطقة التي سجلت أدنى نسبة مشاركة في التظاهرات؟ ولما لا يصار الى تنظيم اعتصامات ووقفات احتجاجية أمام دوائر الفساد وممتلكات السياسيين؟.

تتفق فاعليات عكار على أن الحراك قد حقق الكثير من المطالب، وأن المطلوب الاستمرار بسياسة الضغط على السلطة حتى تحقيق كل المطالب وتغيير النهج المعتمد، ولكن ما يجري بدأ يأتي بنتائج عكسية، لأن الكيل قد طفح من بعض الممارسات المرفوضة، إن كان لجهة قطع الطرق بشكل تام، أو لجهة منع المدارس من فتح أبوابها.

ويظهر الى العلن الخلاف بين ساحتيّ الاعتصام في حلبا والعبدة ففي حين أصدرت خيمة إعتصام حلبا بيانا مساء أمس الأول دعت فيه المدارس الرسمية والخاصة لمعاودة التدريس والالتزام بالاغلاق في حال اغلاق المدارس في كل لبنان، مؤكدة أن هذا القرار جاء استجابة لنداء أهلنا وحرصا على مصلحة طلابنا في عكار، الا أن المعتصمين في ساحة العبدة أصدروا بيانا باسم ثوار العبدة أكدوا فيه اغلاق المدارس تماشيا مع قرار ثوار لبنان. الأمر الذي خلق بلبلة إضافية ودفع المدارس الى التراجع عن قرار فتح أبوابها.

لذلك، يناشد أبناء عكار قيادة الجيش اللبناني التدخل وإيجاد حل جذري لهذه الانتهاكات التي بدأت تحجز حرية غالبية المواطنين، متسائلين لماذا ينتشر الجيش اللبناني في مختلف المناطق باستثناء عكار؟ ولماذا يترك قرار قطع الأتوستراد الرئيسي الذي يربط محافظة عكار بطرابلس رهن بعض الشبان؟ ولماذا لا توحد مدارس عكار قرارها في اعلان إستئناف الدروس لأن ما يجري يعد انتحارا بكل ما للكلمة من معنى، ونوع من ضروب الجنون، خصوصا ان غالبية المدارس في لبنان أعادت فتح أبوابها.

في مقابل ذلك حسمت الجامعة اللبنانية الدولية LIU في عكار، قرارها عقب الاجتماع الذي عقد بين مدير الجامعة الدكتور خلدون أيوب والطلاب باستئناف المحاضرات، وذلك في بيان باسم “ثوار الجامعة اللبنانية الدولية”، أكدوا فيه أن أنهم جزء لا يتجزأ من الحراك الشعبي القائم في لبنان، لذلك نؤكد على الحق في المشاركة في أي تحرك، والجامعة تحترم هذا القرار وهي ستفتح أبوابها وتلتزم بما يحصل من مستجدات على الساحة اللبنانية عامة وفي عكار خاصة. كما ان إدارة الجامعة ستراعي كل الظروف التي قد تواجه الطلاب خلال هذه المرحلة. ويحق لنا كطلاب جامعيين أن نقوم بتوعية فكرية لحثّ الطلاب على المطالبة بحقوقهم. وأكد الطلاب “أننا سنشارك في أي حراك تقرره ساحات الثورة على امتداد الوطن وسننطلق من جامعتنا دعما للمطالب الوطنية كافة لأننا جزء من هذا الشعب الثائر ضد الطبقة الفاسدة”.