هكذا خان “المستقبل” تيار العزم في إنتخابات نقابة محامي طرابلس

خاص ـ سفير الشمال

أعطت الانتخابات الفرعية لنقابة المحامين في طرابلس لاختيار عضوين لمجلس النقابة مؤشرا جديا عن صراع الأجنحة ضمن تيار المستقبل وعن التباينات التي وصلت الى حدود عدم الالتزام بقرار الرئيس سعد الحريري القاضي بدعم مرشح تيار العزم فادي محسن الذي تعرض لأوسع حملة تشطيب لمصلحة منافسيّه نشأت فتال المدعوم من تيار الكرامة والذي فاز بعضوية مجلس النقابة وعبدالسلام الخير الذي لم يحالفه الحظ، في حين كان المقعد المسيحي من نصيب باسكال أيوب (التيار الوطني الحر) التي حظيت بدعم القوى المسيحية والنقيب السابق فهد المقدم الذي تمكن من تجيير أكثرية أصوات المستقبل لمصلحتها، على حساب أسامة ديب المرشح المستقل المدعوم من تيارات نقابية وتيار المردة الذي يمكن القول أنه أخفق في الفوز، ولم يلتزم محاموه بقرار النائب طوني فرنجية الذي طلب منهم توزيع أصواتهم مناصفة بين المرشحين فتال ومحسن إلا أنهم وبحسب ما تبين من فرز الأصوات أنهم أعطوا أكثر من 90 بالمئة من أصواتهم لمرشح الكرامة.

كيف توافق العزم والمستقبل على فادي محسن، وكيف نقض المستقبل بالعهد؟

إثر الانتخابات التي أوصلت مرشح المستقبل النقيب محمد المراد الى سدة النقابة بدعم من تيار العزم، تم التوافق على أن يرشح العزم محاميا من قطاع المحامين لديه في معركة العضوية وأن يلتزم تيار المستقبل بدعمه، فتم ترشيح فادي محسن وبالفعل لم يرشح المستقبل أيا من محاميه في حين كانت المفاجأة ترشيح تيار الكرامة للمحامي نشأت فتال، وذلك في خطوة بقيت غير مفهومة خصوصا أن تياريّ العزم والكرامة يتحالفان في كل الانتخابات النقابية.

مع إقتراب موعد الانتخابات بدأ تيار العزم يلمس عدم جدية من المستقبل حيال مرشحه، خصوصا في ظل ترشيح المحامية رنا الغز المحسوبة على المستقبل، ومحاولة أجنحة زرقاء التنصل من هذا الاتفاق، بحجة خلافها المستشري مع الوزير السابق رشيد درباس والنقيب محمد المراد اللذين يدعمان بالتكافل والتضامن المحامي محسن الذي تأخرت حملته الانتخابية بناء على هذا الخلاف الضمني في التيار الأزرق.

بناء عليه أبلغ تيار العزم مسؤولين في المستقبل بأنه إذا كان هناك خلافات حول دعم محسن، فإنه مستعد لسحب ترشيحه لعدم التعرض للاحراج، ليرد المستقبل بأن حظوظ محسن ونشأت فتال متقاربة، مقترحا على العزم سحب محسن ودعم عبدالسلام الخير لاسقاط مرشح فيصل كرامي الأمر الذي رفضه العزم جملة وتفصيلا، واضعا سحب محسن قيد النقاش الداخلي.

وخلال لقاء عقد بين الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي مؤخرا، جدد الحريري إلتزامه بدعم محسن في نقابة المحامين وأجرى إتصالات بأمين عام المستقبل أحمد الحريري وطلب منه إعطاء التوجيهات بالالتزام بقراره وبناء على ذلك إنسحبت رنا الغز من المعركة.

لكن يبدو أن قيادات المستقبل الحقوقية كان لها خياراتها التي قدمتها على قرار الرئيس الحريري في دعمها المطلق للمرشح عبدالسلام الخير، أما الطعنة الأساسية التي أطاحت بالمرشح محسن، فجاءت من الثنائي درباس ـ المراد اللذين تقول المعلومات المؤكدة أنهما صاغا إتفاقا من تحت الطاولة عشية الانتخابات قاموا بموجبه بتحويل أكثر من مئة صوت الى مرشح الكرامة نشأت فتال بهدف قطع الطريق على المرشح عبدالسلام الخير المدعوم من بعض قيادات المستقبل، فجاءت تصفية الحسابات الزرقاء على حساب مرشح العزم فادي محسن الذي لم يحصل أيضا على الأصوات المطلوبة من تيار المردة، فنال 197 صوتا من تيار العزم وبعض القوى والتكتلات.

تقول مصادر في تيار العزم أنها “لم يسبق أن أخلت باتفاق مع أي مكون سياسي في إنتخابات نقابية، ورغم ذلك فإنها تعرضت أكثر من مرة لطعنات من العيار الثقيل في أكثر من إنتخابات الأمر الذي سيجعلها تعيد النظر في تعاونها مع بعض المكونات السياسية وخصوصا تياريّ المستقبل والكرامة، ووضع إستراتيجية جديدة لخوض إنتخاباتها بتحالفات أكثر صدقا وإلتزاما”.

وكانت الانتخابات إنطلقت صباحا وإعتمد فيها التصويت الالكتروني وبعد فرز الأصوات فاز كل من: باسكال أيوب(406 أصوات) ونشأت فتال (391 صوتا) في حين نال المرشح المستقل أسامة ديب (365 صوتا) وعبدالسلام الخير (296 صوتا) وفادي محسن (197 صوتا) وأحمد خضر البياع (64 صوتا).

Post Author: SafirAlChamal