هكذا تصدى قائد الجيش لمحاولات الضغط عليه… عمر ابراهيم

كثيرة هي التساؤلات عن الدور الذي يلعبه قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون بعد مرور شهر على بدء الحراك الشعبي، وكثيرة هي علامات الاستفهام حول الهجمات التي يتعرض لها وآخرها ما تسرب من أخبار عن وضعه في الاقامة الجبرية.

لا شك في ان الجيش أثبت خلال هذه الفترة قدرة عالية في ضبط الامن وحفظ سلامة المتظاهرين وتأمين حرية بقية المواطنين ولو كان ذلك منقوصا بحسب منتقديه الذين كانوا يطالبونه بفتح معظم الطرقات وايا تكن النتائج، في محاولة لوضعه في مواجهة حراك يعتبر من بين الاكبر في تاريخ لبنان والاكثر اتساعا على مساحة الوطن.

ولا شك ايضا في ان قائد الجيش الذي كان وضع منذ اليوم الاول لبدء الحراك استراتيجية لكيفية التعاطي مع تلك التحركات بعيدا عن الضغوط السياسية وحملات التشويه والتشكيك بدوره، كان استطاع من خلال تلك الاستراتيجية ان يجنب الجيش تداعيات الاصطدام مع المتظاهرين وما يمكن ان يتسبب ذلك من خسائر بشرية ومعنوية، فضلا عن حمايته للاملاك العامة والخاصة ومواجهة عمليات الاخلال بالامن التي اضطر فيها الى استخدام القوة دون الافراط بها كما كان وما يزال يطالب البعض، وان كان هناك ايضا من يوجه اللوم والعتب للجيش خلال قيامه بفض بعض الاعتصامات لا سيما في منطقة جل الديب.

ربما لم يرق للكثيرين تصرفات قائد الجيش ووقوفه على مسافة واحدة من جميع المواطنين، فبدأت الحملات عليه منذ اليوم الاول ووصلت الى حد اتهام اجهزة امنية او ضباط بلعب دور ما في تحريك الشارع، لكنه بغض النظر عن مدى صحة تلك الاتهامات، الا ان المستهدف فيها كان قائد الجيش بشكل مباشر، وهو ما جاهر به البعض عبر وسائل اعلام او عن طريق تسريبات ومواقف لبعض السياسيين ممن يشعرون بقلق من تنامي دور قائد الجيش على مستقبلهم السياسي.

لكن قائد الجيش الذي تلقى كل هذه السهام من قبل بعض القوى السياسية وتجاوز محاولة تأليب الحراك الشعبي عليه بعد الخروقات التي ارتكبت بحق متظاهرين، جاء رده بشكل سريع خلال الجولة الميدانية التي نفذها في بعض نقاط انتشار الجيش ليؤكد على ثوابته بحماية كل المواطنين دون استثناء والحفاظ على السلم الاهلي ومنع اية تعديات على الاملاك العامة او من قبل حتى العسكريين، في اشارة واضحة على ان محاولة استدراجه والضغط عليه لمواجهة المتظاهرين قد فشلت.