هل يتطلع الحراك الى التغيير دون الاصلاح؟… مرسال الترس

كثيرة هي التشعبات التي انبثقت عن الحراك الشعبي الذي هبط على الاراضي اللبنانية نتيجة السياسات الخاطئة التي عنونت المرحلة في العقود الثلاثة المنصرمة، والتي أدّت الى هذا الزلزال الذي يختلف الفرقاء على تقدير حجمه. ولكن الجميع يقرّون بأنه شمل مساحات واسعة من الاراضي اللبنانية ومختلف فئات الشعب، واستطاع لأول مرة منذ الاستقلال توحيد اللبنانيين على رفع العلم اللبناني فقط دون سواه الأمر الذي أضفى عليه شرعية غير مسبوقة.

 وأمام طريقة المعالجات البطيئة المنحى التي تتحكم باداء المسؤولين ونمط الافكار التي يطرحونها للحل، ومن العشوائية (البعض يصفها بالفوضى) التي تصبغ تحركات أهل الحراك بدون سقف، يتخوف المراقبون والمتابعون من أن يغرق الجميع في دوامة من التصعيد الذي قد يكون مبرمجاً ومدروساً من داخل وخارج يصّوب على عدم الاستقرار في لبنان، خصوصاً بعد التوقف عند رسائل من خارج الحدود توازي هذه المرحلة بما سبق الاجتياح الاسرائيلي عام 1982. وعندها تظهر الخيوط السوداء عل حقيقتها.

والسؤال الذي يتقدم على ما عداه لأهل الحراك هو: هل تطمحون الى إصلاح حقيقي في هذه الدولة الفاسدة ينقذ العباد مما يئنون منه ويتيح للبلاد أن تسترد عافيتها؟ أم الى تغيير فوضوي، الكل يعرف متى يبدأ ولكن لا أحد يستطيع تقدير متى، وبأية نتائج، سينتهي؟.

الكل يدرك أن أفضل طريق لاصلاح بنية الدولة يبدأ عن طريق القضاء المستقل فعلاً النزيه والعادل، من أجل المحافظة على تلك الدولة الضامنة للجميع بمؤسساتها وإداراتها. أما طريق الثورة والفوضى والعشوائية لا تؤدي الى المبتغى بل ستجر البلاد الى ما لا تُحمد عقباه على الجميع، والحرب بسلبياتها ما تزال ماثلة أمام أعين الجميع. والسلبية ستجر الى سلبية مضادة، وبالتالي فالأنجع الابتعاد عن (المحاكم الميدانية) التي قد تتحول مقصلة لكثيرين.

اما إذا كان التغيير هو فقط من أجل تغيير الوجوه والاشخاص فسيدخل الجميع في دوامة من الطحن من منطلق أن الثورة ستأكل أبناءها.

فاذا كان البعض استسهل ويستسهل التغيير في الانماط العربية من الانظمة، على قاعدة أن إزاحة رأس النظام ستؤدي الى إنهياره فوراً. فان التجربة في لبنان ذو النظام البرلماني الطائفي المذهبي المغلف بغطاء من الديمقراطية التوافقية فدونه عقبات بالغة الصعوبة. خصوصاً أن رئيس الجمهورية يُنتخب لمدة محددة بست سنوات، وأي خرق لذلك قد يصبح قاعدة. ولذلك رفض الرؤوساء كميل شمعون وسليمان فرنجيه وإميل لحود التنازل عن دقيقة واحدة من مدة ولايتهم، بالرغم من أنه كان هناك استثناء في هذا السياق مع الرئيس الأول للجمهورية بشارة الخوري الذي ترك منصبه في ولاية ممددة تحت ضغط المطالبات برحيله.

ولذلك كله، ووفق نصائح أهل الرأي، على الحراك تحكيم العقل في تحديد توجهاته حتى لا يطيح التغيير الموعود بمفهوم الوطن.      


فيديو:

  1. بالفيديو: عنصر بالجيش يعتدي على امرأة

  2. بالفيديو: شابة تبكي مارسيل غانم واللبنانيين

  3. بالفيديو: إشكال بين بيار رفول ومتظاهرين.. والشرطة الاسترالية تتدخل

  4. بالفيديو والصور: الأمطار تنعش الثوار في طرابلس


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. الاصلاح يستوجب إطاحة رؤوس مسؤولة!… مرسال الترس

  2. باسيل المُستفِز.. هل حفظ درس الشارع؟… مرسال الترس

  3. متى سيُرفع أداء المسؤولين الى مستوى ″لبنان فوق الجميع″؟…. مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal