الحريري يُصرّ على حكومة تكنوقراط.. أو التنحّي… عبد الكافي الصمد

يفترض أن تكون السّاعات المقبلة حاسمة بما يتعلق بالحكومة المقبلة، تكليفاً وتأليفاً، في ضوء التطورات المتلاحقة والإتصالات واللقاءات المتسارعة والمكثفة التي تجري وتعقد، على أمل أن تؤدي إلى تسوية ما تخرج البلاد من عنق الزجاجة.

فقد كانت الساعات الـ24 الماضية حافلة بالطروحات والإقتراحات من قبل المعنيين، لكن أيّاً منها لم ينل موافقة الأطراف الأخرى، بعدما بقي كل فريق سياسي متمسك بطرحه، ومحاولاً إقناع الآخرين به، لكن هذه الجهود أو تلك لم يكتب لها النجاح، وسط خشية من أن تكون الجهود المبذولة تدور في حلقة مفرغة، وأن يكون كل ذلك مضيعة للوقت قبل الوصول إلى الحائط المسدود.

هذه الخشية نبعت من أن اللقاءات السّياسية التي تعقد على مستوى رفيع بعيداً عن الأضواء لم تسفر عن أي نتيجة إيجابية، وآخرها كان اللقاء الذي عقد يوم أمس في بيت الوسط بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ووزير المالية علي حسن خليل ومعاون أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله حسين الخليل، وهو اللقاء الثاني الذي يعقد بينهم في غضون 48 ساعة، إلا أنه لم يتم التوصل فيه إلى أي نتيجة، بعدما أشارت مصادر مطلعة على أجواء اللقاء من أن “الأمور ما تزال على حالها”.

فالحريري وفق المصادر ما يزال متمسكاً بموقفه المتعلق بحكومة تكنوقراط برئاسته، من دون مشاركة الأحزاب السياسية فيها، رافضاً أن تكون حكومة تكنوقراط مطعمة سياسياً، ومتعهداً مراعاة التوازانات الداخلية وعدم اختيار شخصيات تعتبر إستفزازية بنظر أي طرف، وتطمئن كل الأطراف، وأنه مستعد للتعاون مع الجميع من أجل التوافق على تسمية وزراء الحكومة المقبلة مسبقاً.

تمسك الحريري بموقفه دفعه إلى تقديم عرض لمحاوريه، يقضي باختيار شخصية سياسية أخرى بدلاً عنه، قد يقترحها هو أو غيره، وأنه سيكون مستعداً للتعاون معها ومنحها الثقة في مجلس النواب، لكنه عرضٌ يدرك المعنيون أنه ″غير عملي″؛ فإذا اختار الحريري شخصية أخرى مكانه، فإنه سيكون في السرايا الحكومي رئيساً شكلياً بينما الرئيس الفعلي سيكون هو نفسه في بيت الوسط؛ وإذا اختار الآخرون شخصية سياسية غيره، ولن يكون راضياً عنها، فإنه لن يوفر وسيلة لتأليب الشّارع السنّي ضده.

هذه الإقتراحات التي قدّمها الحريري تقول المعلومات إنه ينتظر ردّاً عليها في الساعات الـ48 المقبلة، سواء من الثنائي الشيعي أو من التيار الوطني الحر، الذي كان لقاءه الأخير مع رئيسه الوزير جبران باسيل، بعد لقاء أول جمعها، ″غير مشجع″.

وسط هذه الاجواء ينتظر المعنيون كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، التي سيلقيها اليوم الإثنين، بهدف حسم الجدل وتحديد الطريق الذي ستسلكه الأزمة، والتي ستوضح الكثير من النقاط العالقة، وعلى أساسها قد تتضح ملامح المشهد السياسي المقبل، إمّا حلحلة للعقد، أو استمرار الأمور تراوح مكانها أو تصعيد الأزمة.


مواضيع ذات صلة:

  1. ملاحظات على مسيرة الحراك الشّعبي.. قبل فوات الأوان… عبد الكافي الصمد

  2. ثورة ″الواتس أب″: التّياران الأزرق والبرتقالي أكبر الخاسرين… عبد الكافي الصمد

  3. دعم العملة الوطنية بين لبنان والخارج: مقارنة مؤلمة… عبد الكافي الصمد


فيديوهات قد تعجبك:

  1. بالفيديو: مايا دياب تثير الاستياء.. هذا ما قالته عن السيد حسن نصرالله

  2. بالفيديو: موقف طريف لمراسلة على الهواء مباشرة

  3. بالفيديو: سقوط قذيفة قرب مجمع تابع لـ حزب الله

  4. بالفيديو: راهبة تهتف ثورة ثورة


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


مواضيع قد تعجبك:

  1. والدة الزميلين جورج ومارسيل غانم في ذمّة الله

  2. بالصورة: هبوط طائرة ركاب اضطرارياً في جبال الضنية

  3. كارين رزق الله: شو المقصود.. تخويفنا كرمال نساهم بإفلاس البلد؟


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


 

Post Author: SafirAlChamal