هل توزير جبران باسيل أهم من إنقاذ لبنان؟… غسان ريفي

يبدو أن أعمدة الهيكل اللبناني باتت تأخذ طريقها نحو السقوط الواحد تلو الآخر، وصولا الى سقوط الهيكل بكامله وعلى رؤوس الجميع من دون إستثناء، وعندها سينتهي عهد الرئيس ميشال عون، وستمنع الفوضى السلطة السياسية من ممارسة الحكم، وسيجد الوزير جبران باسيل نفسه خارج الزمن السياسي.

ربما لا تدرك السلطة السياسية أنه لن يكون هناك معنى لوجودها إذا إنهار لبنان إقتصاديا أو أمنيا وربما يؤدي الانهيار الأول الى الانهيار الثاني، خصوصا أن هذه السلطة بكل مكوناتها تعيش حالة إنكار غير مسبوق، سواء على صعيد وصولها الى طريق مسدود في إدارة البلد ومواجهة السقوط الى الهاوية، أو لجهة “ثورة تشرين” التي فرضت نفسها، ولا بد أن تنتزع من السلطة ثمنا سياسيا كبيرا لكي تهدأ ويعود البلد الى حياته الطبيعية.

بالأمس بدأت إشارات السقوط تصل تباعا لتصدع أعمدة الهيكل اللبناني قبل إنهيارها، بدءا من المصارف التي أعطت لنفسها إجازة على حب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) تمتد لغاية يوم الثلاثاء لتخفيف ضغط سحوبات المودعين لديها، مرورا بالمستشفيات التي أعلن نقيبها بأن “المرضى في المستقبل القريب سيموتون داخلها وليس على أبوابها نظرا لنفاذ المعدات الطبية اللازمة”، وصولا الى البنك الدولي الذي دق ناقوس الخطر بأنه إذا “لم تتشكل الحكومة خلال أسبوع واحد، فإن لبنان سيتجه الى الانهيار الكلي، وسيكون لذلك تأثيرات سلبية كبيرة جدا على الشركات والمؤسسات والطبقة المتوسطة، وطبعا الفقراء”.

هذا الواقع يطرح سلسلة تساؤلات لجهة: هل سمعت السلطة كل هذه المحاذير والتهديدات؟، وإذا سمعتها كيف يمكن أن تواجهها؟، هل بالشروط والشروط المضادة أم بالتنازلات وتدوير الزوايا لانقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان؟، وهل تمثيل الوزير جبران باسيل في الحكومة بالنسبة لرئيس الجمهورية اللبنانية أهم من إنقاذ لبنان شعبه؟، وما هو موقف حلفاء التيار الوطني الحر مما قد يحصل؟، وأين حزب الله وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه في هذا الاطار خصوصا أنه وحركة أمل يرغبان بعودة الرئيس سعد الحريري الى الحكومة؟.

يبدو واضحا أن باسيل وتمسكه بمشاركة الحريري في الحكومة، بدأ يشكل عبئا على العهد وعلى كل التيارات السياسية وعلى عائلة رئيس الجمهورية التي صدر عن بعض أفرادها أكثر من موقف يدعو الى التضحية بالمناصب من أجل إنقاذ البلد والى عدم دفع السلطة الى مواجهة شعبها، لكن حتى الآن ما يزال باسيل يتصرف “وكأن لا حياة لمن تنادي”، وهو إذا كان لا يعلم بالمخاطر التي تحيط بالبلد فتلك مصيبة، وإذا كان يعلم ويصر على التعطيل فالمصيبة أعظم وعندها فإن الشارع لن يرحم أحدا، وسيلاحق المسؤولين عن هذا الخراب في كل مكان.

تشير المعلومات الى أن ثمة إقتراح يتم التداول به والعمل عليه منذ 48 ساعة، وهو تشكيل حكومة من 24 وزيرا برئاسة الرئيس الحريري مدعومة من الثنائي الشيعي وحلفائه ومن القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي والوسط المستقل والمستقلين، يكون الوزير جبران باسيل خارجها، وتضم وزراء إختصاصيين من السياسيين والتكنوقراط تكون مهمتها الأساسية إنقاذ الوضع الاقتصادي وإعادة الثقة الدولية والعربية بلبنان، لكن هذا الاقتراح ما يزال ينتظر موافقة رئيس الجمهورية ومعه الوزير باسيل الذي سيشكل إبتعاده عنصرا إيجابيا لارضاء الحراك المدني الذي من المفترض أن يسمي ممثلين عنه في الحكومة.


فيديو:

  1. بالفيديو: إشكالٌ بين زبون وموظّفي أحد المصارف في طرابلس

  2. بالفيديو: جنون الثورة.. نساء طرابلس يقرعن الطناجر تضامنا وإحتجاجا

  3. بالفيديو: مُنع من المرور فقرر دهسهم

  4. بالفيديو: هكذا تعامل عنصرا الجيش مع سيّدة كانت تشارك بالاعتصامات


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. الحريري وباسيل يدوران في حلقة مفرغة.. ما بعد الثورة ليس كما قبلها!… غسان ريفي

  2. باسيل يجعل من رئيس الجمهورية طرفا سياسيا.. ويصادر الانتفاضة!… غسان ريفي

  3. عون يرد الإجر للحريري.. مشاوراته تصادر صلاحيات الرئيس المكلف!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal